الأربعاء، 28 أغسطس 2013

موسم الهجرة إلى الشمال/ الطيب صالح

موسم الهجرة إلى الشمال
الطيب صالح
الفصل الأول:
بعد سبع سنوات قضاها لغرض  الدراسة في أوروبا,  يعود  الراوي – مجهول الاسم – إلى قريته ( ود حامد) الواقعة قرب نهر النيل في السودان وذلك بعد أن أصبح مستوعبا لعادات واجواء الشعب البريطاني. لم يشعر الراوي بالراحة في بادئ وصوله القرية ولكن سماعه لأصوات الحمام وصوت الريح وهي تداعب اشجار النخيل جعلته يشعر بالهدوء والدفءوبعد يوم من عودته لقريته وعندما كان يتناول الشاي مع والديه, تذكر الراوي رجلا في متوسط العمر لم يألف وجهه من قبل كان يقف بين الجموع المستقبلة صامتا وعند سؤال الراوي لوالده عن هوية هذا الشخص , رد الوالد بأنه ( مصطفى سعيد) وهو غريب انتقل للعيش في ( ود حامد) قبل خمس سنوات وقد اشترى ( مصطفى) مزرعة وتزوج ابنة محمود ولكنه ظل منعزلا ولا أحد يعرف عنه الكثير.
وقد تذكر الراوي انه رأى ( مصطفى) بين الحشود التي  دفعها الفضول لسؤال الراوي القادم من بلاد الغرب اسئلة عديدة عن انجلترا, كانوا يريدون معرفة الطقس هناك وكيف يحصل الناس على المال, وهل الاوروبيون لهم سلوكيات غير اخلاقية ام لا. أجاب الراوي عن اسئلتهم بقوله أن الأوروبيين مثلهم مثل القرويين في كل مجالات الحياة فهم ينجبون ويحبون ويعملون ولديهم اهداف, وكان الراوي يرغب في أن يشرح أكثر للقرويين عن صفات الاوربيين ولكنه لم يفعل ظنا منه ان القرويين ليس أذكياء بشكل كافٍ ليفهموا قصده.
وعلى طول الجموع كان صمت ( مصطفى) وابتسامته الغامضة مصدرا استفزاز واثارة اعصاب الراوي. بعد ذلك نسى الراوي أمر(مصطفى) لينشغل في زيارة كل عائلة في القرية لتهنئتها بأخبارها السارة او تعزيتها في حال فقدان احد افرادها اثناء سفره وقد زار الراوي أيضا شجرة الطلح على ضفاف النيل التي كان يؤوي إليها في طفولته.
ويذكر الراوي في سطور الفصل الاول بأنه شهد التحول من استخدام السواقي إلى استخدام مضخات المياه التي غيرت شكل النهر حيث كانت ضفة النهر تتقهقر من مكان ويتقهقر من أمامها الماء في مكان آخر.
بعد ذلك توجه الراوي إلى جده العارف بأحساب وأنساب الناس في القرية وما جاورها. سأل الراوي جده عن ( مصطفى سعيد) ولكن ما كان الجد يعرفه هو أن ( مصطفى) رجل من الخرطوم تزوج من ابنة محمود ( حسنة) بعد سنة من قدومه للقرية. وقد دمدم الجد بأن قبيلة محمود لا تهتم لمن تزوج بناتها ولكنه استدرك قائلا بأن مصطفى رجل طيب.
بعد ذلك بيومين زار ( مصطفى) الراوي في بيته محضرا معه بعض الفواكه من مزرعته شارحا سبب زيارته في رغبته التعرف على شخصية الراوي. وقد لاحظ الراوي مبالغة ( مصطفى) في الأدب وحسن التحدث والتعامل وهو أمر غير مألف في ثقافة القرية. وفي أثناء محادثتهما بيّن الراوي لمصطفى أنه – اي الراوي- حصل على شهادة الدكتوراه في الشعر الإنجليزي, ولكن الراوي أحس بالإهانة عندما عقّب ( مصطفى) على كلامه قائلا: " نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر" وأنه كان يجب أن يدرس مجالا أكثر عملية يساعد على تطوير القرية كمجال الهندسة أو الزراعة. غيّر الراوي الموضوع سائلا ( مصطفى) عن أصوله في الخرطوم, لم يشعر ( مصطفى) بالارتياح لتساؤل الراوي ولكنه أجاب بأنه كان يعمل بالتجارة في الخرطوم ولكنه أراد تجربة العمل في المجال الزراعي فانتقل للعيش في قرية ( ود حامد) بعد أن مر القطار من هذه  القرية التي اعجبته هيئتها فقرر الاستقرار بها. فجأة غادر ( مصطفى) مخبرا الراوي بدون اي شرح : " جدك يعرف السر".
سأل الراوي ( محجوب) واصدقائه الآخرين عن ( مصطفى) ولكنه لم يظفر بشيء جديد عنه. وبعد شهرين دعا ( محجوب) الراوي لاجتماع لجنة  المشروع الزراعي المعنية بتنظيم الزراعة والري في القرية, وكان ( مصطفى) عضوا في اللجنة وهو دائما ما يظهر كاريزما خاصة عندما يقوم بحل الخلافات التي تنشأ بين القرويين بسبب قيام بعض القرويين بفتح المياه على محاصيلهم لفترة اطول من الآخرين وهو أمر غيرمسموح فيه. وبعد ذلك بفترة دعا ( محجوب) الراوي لجلسة شراب في بيته وعندما مر (مصطفى) من بينهم بالصدفة أجبره ( محجوب) للجلوس وتناول الشراب مع بقية المدعوين على الجلسة على الرغم من أن مصطفى لم يرغب في ذلك. وفي نهاية المطاف جلس (مصطفى) وتناول الشراب كاسا بعد آخر, وبعد سكره بدأ ( مصطفى) بإلقاء أبيات من قصيدة تعود للحرب العالمية الثانية , أعجب وهلع الراوي في آن واحد من الإنجليزية المتقنة التي تحدث بها ( مصطفى) واراد أن يعرف منه أين تعلمها, خرج ( مصطفى) من المجلس بدون أن ينطق بأية كلمة. وفي اليوم التالي واجه الراوي ( مصطفى) بقضية إلقاءه الشعر الإنجليزي متهما إياه بإخفاء أمر ما بخصوص هويته.  لم يبالي ( مصطفى) بالحادثة قائلا بأن ما قاله من شعر هو مثل  خترفة النائم او هذيان المحموم طالبا من الراوي أن لا يهتم لما سمع.
وفي اليوم التالي, ذهب ( مصطفى) إلى الراوي قائلا بأنه هنالك أمرا ما يجب أن يخبره به وأن عليه – أي الراوي- أن يزور منزله في وقت لاحق. دفع الفضول الراوي للذهاب إلى بيت ( مصطفى), الذي استقبله قائلا بانه سيخبره الحقيقة عن هويته حتى لا يجمح خياله وحتى لا يخبر بقية القرويين شكوكه فيما يخص ( مصطفى) وبعد أن أقسم الراوي بأن لا يخبر أحدا بما سيسمعه, قام ( مصطفى) بإخراج شهادة ميلاده وجواز سفره المليء بأختام دول أوروبية وآسيوية عديدة وبعدها بدأ ( مصطفى) بالرجوع بالذاكرة وتذكّر ماضي حياته.

الفصل الثاني:
في هذا الفصل بدأ ( مصطفى سعيد) بإخبار الراوي قصة حياته. ( مصطفى) هو الابن الوحيد لتاجر جِمال من الخرطوم توفي قبل ولادة ( مصطفى). ترعرع ( مصطفى) وحيدا برفقة والدته والتي كان يحسها بعيدة عنه ولكن علاقتهما كانت ودية وكان ( مصطفى) أكثراستقلالية وأقل عاطفية من باقي الأطفال في سنه. وفي ذلك الوقت ( بداية القرن العشرين) كان العديد من السودانيين خائفين من الجهد الذي يبذله البريطانيون لبناء المدارس لأهل البلد فكانوا يخفون أطفالهم من رجال الحكومة الذي كانوا يجوبون البلاد لإقناع الاهالي بإخراط اولادهم في المدارس ولكن ( مصطفى) تطوع للذهاب إلى المدرسة بعد ان رأى موظفا في الحكومة يرتدي قبعة جميلة اعجبته فأحب أن يصبح موظفا في الحكومة كي يستطيع ارتداء واحدة مثلها. وعدّ ( مصطفى) هذه الحادثة  بأنها مهمة لأنها أول قرار اتخذه بمحض ارادته. وبمساعدة ذاكرته القوية وموهبته في حل المشاكل سرعان ما اصبح ( مصطفى) الطالب الأنجب في مدرسته محتقرا صداقة باقي أقرانه بسبب الاختلافات الذهنية بينهم. وشبه ( مصطفى) نفسه بمدية حادة, وعندما بلغ من العمر اثنا عشر عاما, رتب ( مستر ستووك ويل) ل ( مصطفى) الذهاب لثانوية في القاهرة لإكمال دراسته حيث لم يكمل في السودان في ذلك الوقت مثل هكذا مدارس غير أن ( مصطفى) لم يشعر بأي امتنان نحو هذا الرجل. وبعد وداع بلا عواطف لأمه توجه ( مصطفى ) للقاهرة.
في القاهرة, اسُتقبل (مصطفى) من قبل( مسر روبنسون)  , وهو  مدير المدرسة التي سيلتحق بها ( مصطفى)  في محطة القطار برفقة زوجته ( مسز روبنسون). ويذكر ( مصطفى) أنه اثير جنسيا عندما طوقته ( مسز روبنسون) بذراعيها أثناء تحيته, وذكر ( مصطفى) أيضا أنها كانت صديقته الوحيدة عندما اعتقل بجرم القتل عندما أصبح يافعا. وفي السنوات الثلاث اللاحقة أخذ ( مستر روبنسون) - والذي يتحدث اللغة العربية والمهتم بالحضارة الإسلامية – أخذ (مصطفى) لرؤية الأماكن الثقافية المهمة حول القاهرة أما ( مسز روبنسون) فقد ثقفته وقدم إليه كتاّب الغرب ومؤلفيه.
 وبعد أن بلغ الخامسة عشر , قُبل ( مصطفى) في جامعة لندن فحزم أمتعته للسفر إلى هناك وذكر ( مصطفى) أن حياته في القاهرة لم تكن واضحة وأنه توجه إلى لندن لاكتشاف آفاق جديدة غير معلومة. وبعد وصله انجلترا  اكتشف ( مصطفى) أنها تفتقد ضوضاء وضجيج القاهرة وأنها مدينة مرتبة اكواخها وقنوات مياهها والناس هادئون وظرفاء. وعاد ( مصطفى) بالذاكرة إلى الامام حين تذكر أول لقاءه ب ( جين موريس) في حفلة بعد عشر سنين من وصوله لإنجلترا. كان ( مصطفى) ثملا ولكن جذبته ( جين) بسبب غرورها العالي وجمالها عندما دخلت الغرفة التي يجمع فيها عشيقاته.وفي هذا الوقت غمر ( مصطفى) نفسه في المشهد اللندني الأدبي والسياسي واصبحت هوايته هو إغراء وتصيد النساء. وفي المرة الثانية التي رأى بها ( مصطفى) جين قالت له جين بأنه يملك أقبح وجه رأته على الإطلاق فقرر ( مصطفى) أن يجعلها تدفع ثمن ما قالت. وفي صباح اليوم التالي: استيقظ ( مصطفى) وإلى جواره تنام عشيقته الحالية ( آن هنمد) وهي فتاة مميزة تبلغ من العمر عشرين عاما وتدرس الدراسات الشرقية في جامعة أكسفورد. وقال ( مصطفى) أثناء سرده لعلاقته بها بانه أدخلها فراشه وأفقدها عذريتها محولا إياها لعاهرة في فراشه وأنها انتحرت باستنشاقها الغاز تاركة قصاصة ورق كتب عليها: ( مستر سعيد, لعنة الله عليك).
وعاد بالذاكرة مرة أخرى إلى الامام وتذكر مشهد محاكمته حين اتهم بقتل ( جين موريس) كما اتهم بالتسبب بانتحار ( آن هنمد) , ( شيلا غرين وود) و (  إيزابيلا سيمور). وكان محامي ( مصطفى) استاذه السابقة ( ماكس ويل فوستر كين) الذي قال بأن ( مصطفى) وجميع تلك الفتيات هم ضحايا لصراع الحضارات وأن ( مصطفى) غير الملام على موت الفتيات لأن الحضارة الغربية أقل تحضرا مما يجب أن تكون عليه. ومن خلال سطور الفصل نعلم بأن ( مصطفى) أصبح محاضرا في الاقتصاد في جامعة لندن عندما كان يبلغ الرابعة والعشرين وأصبح مشهورا في دعوته لتحقيق الإنسانية في شؤون الاقتصاد.
عاد ( مصطفى) مرة ثانية إلى علاقته ب ( جين موريس), فبعد مطاردته لها بلا هوادة , طلبت ( جين) أخيرا من ( مصطفى) أن يتزوجها لأنها سئمت من مطاردته لها ولم تعد تحتمل هذا الامر.  وكان زواجهما عاطفيا وصاخبا, وبالنسبة ( لمصطفى) الجنس مع ( جين) هو عمل من الأعمال العدوانية . ثم انحرف الحديث حين تذكر عشيقته السابقة ( شيلا غرين وود) وهي نادلة في مطعم ( سوهو) وهي فتاة بسيطة كانت عذراء حين التقاها واقدمت على الانتحار فيما بعد.
وتذكر ( مصطفى) أيضا رؤيته لأمراة جميلة ناضجة واسمها ( إيزابيلا سيمور) في زاوية في حديقة الهايد بارك وعند رؤيته لها تذكر ( مسز روبنسون) . دعاها (مصطفى) للقائه على شاطئ البحر حيث قبلت دعوته . وحتى يلفت انتباهها أخذ يلفق لها قصصا عن " صحراء ذهبية الرمال وأدغال تتصايح فيها حيوانات لا وجود لها". وأثناء تسامرهما, سالته ( إيزابيلا) عن عرقه حيث أجابها: : أنا مثل عطيل عربي افريقي" اما  بشأن أسمه فقد كذب قائلا بأنه يدعى ( أمين حسن).
واوضح ( مصطفى) للراوي أن سر الحياة السعيدة يكمن في بساطة العيش وهو ذات السر الذي يعرفه جد الراوي. ولكن مصطفى مدان بطموحه لعيش حياة معقدة وملتوية, وعاد ( مصطفى ) للحديث عن ( ايزابيلا سيمور) قائلا أنها قاومت اغراءه في بادئ الأمر ولكن وبعد أن مارست الجنس معه أخبرت بأنها تحبه ثم انفجرت باكية.
الفصل الثالث:
في هذا الفصل تعود الرواية لتروى من وجهة نظر الراوي ( الطيب صالح). يخبرنا الراوي أنه وفي شهر تموز يوليو وبعد فترة زمنية غير محددة من إخبار ( مصطفى سعيد) له بقصة حياته , اختفى ( مصطفى) اثناء قيامه ببعض اعمال الحقل اثناء إحدى فيضانات نهر النيل. وكانت زوجة ( مصطفى) منذهلة وشديدة الاضطراب بينما قام باقي القرويون بالبحث عنه بشكل مكثف على شاطئ النهر ولكنهم لم يعثروا على جسد ( مصطفى) فتوقع الجميع بأن التماسيح قد أكلته وفي أثناء حصول هذه الحادثة كان الراوي في العاصمة الخرطوم وقد سمع لاحقا من والده بخبرموت ( مصطفى).
عاد الراوي بالذاكرة إلى الليلة التي بدأ فيها مصطفى بالتحدث عن قصة حياته , وبعد انتهاء الليلة اخذ الراوي يطرح عدة تساؤلات واستفهامات عن قريته ( ود حامد) واثناء مشيه في القرية مر من جانب بيت ( ود الريس) وسمع صوت زوجته وهي تصرخ من لذة الجنس فشعر الراوي بالخجل لانه اطلع على امرا خاصا لا يحق له الاطلاع عليه.وذكر الراوي انه ورغم معرفته للقرية معرفة وثيقة الا انه لم يسبق ان رآها في هذا الوقت المتأخر من الليل ومر من جنب منزل جده وسمع صوت جده وهو يتحضر لصلاة الفجر وبعد ما شوشت قصة (مصطفى) تفكيره احس الراوي بالراحة بعد سماعه لجده وهو يقيم صلاته ويقرأ أوراده وأدعيته.
وهنا يبدأ الراوي بسرد بعض الاختلافات بينه وبين (مصطفى سعيد) وعلى الرغم من أن الراوي قد عاشر نساءا انجليزيات وعاش في المجتمع الانجليزي إلا انه – كما يذكر-عاش معهم على السطح لا يحبهم ولا يكرههم.. وخلال فترة عيشه في انجلترا كان ملازما لبيته يستذكر ذكرياته في قريته العزيزة ( ود حامد) وكل شيء حوله كان يذكره بها.. واكد الراوي على ايمانه بإن الاوربيين في الأساس يشابهون الأفارقة وبعد مغادرة البريطانيين للسودان سيعيش السودانيون حياتهم بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن.
  وبعد سنتين من وفاة (مصطفى) تحصل الراوي على وظيفة في وزارة المعارف ( التعليم) في الخرطوم ولكنه ظل مشغول البال بمصطفى للسنين الخمسة وعشرين اللاحقة. وفي احد الايام كان الراوي راكبا القطار متوجها لإحدى المدن فالتقى بمأمورمتقاعد كان قد درس في المدرسة مع العديد من رجال الدولة المعروفين واثناء حديثه عن ذكريات المدرسة ذكر المأمور أن مصطفى كان احد المهمين الذي درس معهم حيث كان الطالب الأنجب وكان يُعرف بابن الانجليز المدلل. وكان المأمور وباقي اقرانه في الصف غيورين جدا من موهبة مصطفى في اللغة الانجليزية. واستطرد المأمور في الحديث ليذكر للراوي تفاصبلا عن وظيفته كمحاسب في ولاية الفاشر قبل أن يصبح مأمورا. وبعد لقاء الراوي للمأمور باقل من شهر حضر الراوي حفلة مع رجال الحكومة واثناء احدى النقاشات عن الزواج المختلط بين السودانيين والنساء الانجليزيات ذكر احد المحاضرين الشبان (مصطفى سعيد) حيث تحدث المحاضر عن احداث مختلفة تماما عن حياة مصطفى قائلا انه حصل على الجنسية البريطانية وكان احد ابرز مناصري الامبريالية البريطانية وربما وكيل سري في منطقة الشرق الأوسط وأنه عمل كسكرتير في البحرية البريطانية عام 1936 وهو الان مليونير يعيش مثل اللوردات في الريف البريطاني. رد الراوي بهدوء بإعطاءه قائمة جرد بتركة مصطفى المتواضعة بعد موته ( لا تعد كونها ابلا وحيوانات) أما المحاضر فقد اندهش من رد الراوي سائلا ما إذا كان الراوي ابن مصطفى .. بعدها صحح المحاضر ما قاله كونه يعلم من المستحيل أن يكون الراوي هو ابن مصطفى قائلا وهو يضحك : طبعا انت لست ابن مصطفى ولا قريبه وانت لم تسمع به من قبل في حياتك انني نسيت انكم معشر الشعراء لكم سرحات وشطحات. ونعلم من خلال سطور هذا الفصل بأن الراوي اصبح وصيا على ابني مصطفى. ثم تدخل شخص آخر في الحوار يدعى ( ريتشارد) قائلا بأن (مصطفى) كان خبيرا اقتصاديا مشكوكا بأمره وقد كسب سمعة تقوم على اعتماده على العموميات اكثر من الحقائق كما وأنه يتنصل من الاحصاءات كما واضاف (ريتشارد) ان مصطفى كان معروفا لدى الجناح اليساري لللبويهميين واضاف الرجل الانجليزي ان (مصطفى) لو تجنب اليساريين وواصل العمل الأكاديمي لقام بفعل عظيم لبلده السودان الذي لازالت تحكمه الخرافات كما قال. اما الراوي فيقول بينه وبين نفسه بأن خرافات السودانيين واحصاءيات هذا الرجل الانجليزي ماهي إلا فروع مختلفة من عقيدة واحدة وان الاستعمار البريطاني كان مشهد ميلوردامي سيتحول مع مرور الزمن إلى خرافة عظمى.   
        
الفصل الرابع:
في هذا الفصل يقول الكاتب انه ورغم نقاشه الطويل عن شخصية ( مصطفى سعيد) إلا أنه غير مهووس بشخصيته. قارن الكاتب الحياة واستمراريتها بقافلة جمال سائرة حيث لن يوقف الناس أعمالهم ليسهبوا الحديث عن الموت والموتى. وعلى الرغم من أن الكاتب أصبح يعمل في الخرطوم إلا أنه أصبح يقضي سنتين من السنة في قرية ( ود حامد).وفي إحدى هذه الزيارات للقرية لاحظ الكاتب مدى التغير الذي طرأ على القرية حيث رأى مستشفيات لازالت قيد البناء من قبل الحكومة ثم اهملت. كما ورأى  الكاتب مجموعة من الفلاحين تهتف بشعارات مؤيدة الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي. هنا أبدى الكاتب شكوكا حول  ما اذا كانت هذه التغيرات يمكن لها أن تغير الحياة اليومية للفلاحين.
عاد الكاتب للتفكير مجددا ب ( مصطفى  سعيد) الذي ترك للكاتب رسالة مجهولة التاريخ قبل وفاته.ويرد  في الرسالة أنه ترك زوجة وأبنين اثنين وكل متاع الدنيا للكاتب لكي يرعاها. ونصت الرسالة على أن زوجة  مصطفى (حسنة) لها حرية التصرف في المال والممتلكات التي تركها قبل موته وطلب من الكاتب أن يكون ناصحا لأبنائه الاثنين كما وطلب من الكاتب أن يجنب أولاده مشقة السفر.كما و ترك للكاتب مفاتيح غرفته الخاصة حيث توجد هناك مذكراته ذاكرا أنه بالرغم من أن حياته ليس فيها حكمة أو درسا يستفاد إلا انه اعطى مطلق الحرية للكاتب لاشباع رغبة فضوله في التعرف على اسرار مصطفى.
وظل الكاتب يرى ان مصطفى مات انتحارا والرسالة التي تركها تدعم هذه النظرية.
وفي هذا الموضع نرى أن مصطفى كان يأمل الحصول على حكما بالاعدام بعد محاكمته في قضية قتل ( جين موريس) لأنه كان يرغب في الانتحار بعد قتلها ولكنه لم يمتلك الشجاعة لفعل لذلك. وذكر مصطفى ايضا في رسالته ان والد (آن هاموند) احد اعضاء لجنة المحلفين صوت لصالح سجن مصطفى7 سنوات فقط بدل امن الاعدام لانه كان يرى ان( آن  ) قتلت نفسها لأسباب قد تكون ليست لها علاقة بمصطقى فهو لايستطيع الجزم فيما اذا كان انتحارها بسبب ازمة روحية أوبسبب خداع مصطفى لها حين وعدها بالزواج ثم عدل عن وعده.
في نهاية الفصل يكمل الكاتب التأمل في تناقضات الطبيعة من حوله والتي بالنهاية ساهمت في موت مصطفى سواء كان قاصدا الموت أم لم يقصده. ولاحظ الكاتب أن النيل يتدفق من الجنوب إلى الشمال بلا توقف.
  الفصل الخامس:
ذهب الراوي لزيارة جده الذي كان يشرب الخمر مع ( ود الريس) و ( بكري) و ( بنت مجذوب). وعند دخوله لمنزل جده أدرك الراوي بأن جده جزء من عالم الطبيعة وأن مصير الجد والبيت الذي يقطنه مرهونان ومرتبطان بتقلبات الطبيعة حيث كلاهما اصله من الطين الذي يعود لعالم الطبيعة. كان ( ود الرئيس) يروي بعضا من مغامرته الجنسية مع فتاة زنا بها عندما وصل الراوي. وكانت تجلس هناك ( بنت مجذوب) وهي امرأة كبيرة في السن تدخن السجائر وتتحدث عن الجنس مع الرجال بدون تحرج. تسخر ( بنت مجذوب ) من كلام  (ود الريس ) وتتحدث بدورها عن مدى استمتاعها بممارسة الجنس مع (ود البشير) وهو أحد الرجال الثمانية التي تزوجت بهم في حياتها.
يتضح من خلال قراءة الفصل أن (بنت مجذوب) امرأة غنية بفضل التركات التي حصلت عليها من ازواجها المتوفين وكانت تتصف بعدم تحرجها  في الحديث بالمواضيع الجنسية. أما ( ود الريس) فكان رجلا في السبعين من عمره ولكنه وسيما وشهوانيا طامحا للزواج من امرأة أخرى.
وعلى الرغم  من ان رجال قرية ( ود حامد) يكتفون بالزواج بواحدة , كانت باقي قرى الارياف السودانية الاخرى يتزوج رجالها بأكثر من امرأة. سخر ( ود الريس) من الراوي وقال انه مارس الجنس مع امرأة نصرانية ولكن الراوي اختصر الرد بأنه لايعلم عن ماذا يتحدث عنه ( ود الريس).
اصرت  (بنت مجذوب ) على ان بنات القرية افضل من النساء الاجنبيات في ممارسة الجنس لانهن يرن ان الجنس هو الشي الوحيد الذي يفرح الرجال لذلك فهن يبذلن كثيرا من الجهد في هذا الامر كما وأنهن مختنات. عارض ( ود الريس ) هذا الكلام بشدة قائلا ان النساء الاجنبيات يشعرن بالمتعة اكثر وهن يمارسن الجنس. ويكمل  ( ود الريس ) ان المسلمين في اماكن اخرى لا يختنون بناتهم وهو متدينين مثلهم مثل الناس في قرية ود حامد. اما  ( بكري) فقال ان النساء هن نساء في اي مكا نفي العالم سواء مختنات او غير مختنات.
اكمل الرجال وبنت مجذوب حديثهم الساخر وضحكاتهم ثم طلبوا من الله الغفران.
دعا (ود الريس) الراوي إلى الغداء وبعد مغادرته كشف جد الراوي بأن ( ود الريس) دعاه للغداء لانه يخطط  للزواج من أرملة ( مصطفى سعيد ) ويريد خطبتها منه لأن الراوي  وكيلها بعد وفاة  (مصطفى) ووكيل الاولاد وطبيعي انه سيسعد في إقناع (حسنة) بالزواج من (ود الريس) ولكن الراوي رفض هذا الامر قائلا بأنه وصي على الأولاد فقط لا على الزوجة فهي حرة تستطيع القيام بما تريد لكن الجد اخبر الراوي انه قادر على اقناعها واذا تحدث اليها فسوف تقبل ان تكون زوجة ل (ود الريس ).
ورغم أن مثل هكذا أمور شائعة في القرية إلا أن الراوي غضب كثيرا لمقترح الزواج هذا لانه يعتقد بأن ( ود اليس) سيكون زوجا قاسيا وفظا مع ( حسنة)  خصوصا وأنه يكبرها بأربعين عاما.
وختم الراوي قائلا بأن هذا الزواج في لا أخلاقيته يعادل القسوة والفظاظة التي مارسها ( مصطفى) ضد عشيقاته الانجليزيات.
الفصل السادس:
ذهب الراوي ليزور ( حسنة ) أرملة مصطفى وأولادها الاثنين وكان الراوي قد قرر زيارة ( حسنة) في كل الاحوال بعد علمه بأن موعد ختان الولدين قد اقترب فذهب للاطمئنان على حالتهم العامة.ذهب الولدان إلى مدرستهما أدرك الراوي بإن (حسنة) جميلة جدا قائلا: هذا هو القربان الذي يريد (ودالريس) أن يذبحه على حافة القبر ويرشي به الموت فيمهله عاما أو عامين.
دخل الراوي بحوار طويل مع ( حسنة) مستمتعا بكلامها ولكنها لم تقبل بالزواج من (ود  الريس).
بعدها سأل الراوي حسنة  فيما اذا كانت تحب ( مصطفى ). ترددت في الجواب وردت بعطف قائلة انه كان زوجا وأبا كريما.. يتضح هنا انها لم تكن تعرف شيئا عن ماضيه ولكنها كانت تشك في أمره حيث أخبرت الراوي بأنه كان يرطن بكلمات اجنبية غريبة أثناء نومه.
تذكرت ( حسنة ) بأن مصطفى رتب جميع أموره قبل اسبوع واحد من وفاته وكأنه كان يعرف بقرب أجله.
وهي تؤمن ان اي سؤال عن ماضي  (مصطفى ) يمكن ايجاد اجابته في غرفة ( مصطفى) الخاصة ولكنها لا تمتلك المفاتيح.
بدأت حسنة في البكاء وكان يريد الراوي احتضانها ولكنه لم يفعل. اخبر الراوي ( حسنة ) انها لازالت صغيرة ويجب ان تواصل حياتها وانها تستطيع القبول بأحد الخاطبين الاخرين.
ردت ( حسنة) بأنها لن تتزوج مرة اخرى وكشف الراوي ل( حسنة) أن ( ود الريس) تقدم لخطبتها حينها ردت  حسنة: إذا أجبروني على الزواج سأقتله وأقتل نفسي.
في اليوم التالي سأل ( ود الريس ) الراوي عن لقاءه ب (حسنة ) والنتائج التي تمخضت عن اللقاء فأخبرالراوي ( ود الريس ) بأن ( حسنة ) لا تريد الزواج بأي شخص وأن عليه نسيان موضوع الزواج.
امتلأت عينا  ( ود الريس) بالدموع وبدى ضائقا قليلا: سوف تتزوجني شاءت ام ابت وان عليها ان تشكر الله لانها وجدت زوجا تتزوجه مثلي.
فأخبرالراوي ان هنالك الكثير من النساء في القرية يستطيع الزواج من إحداهن كما واخبره بأن ( حسنة) رفضت الكثير من الخاطبين السابقين وان عليه ان لايأخد الموضوع بشكل شخصي.اصبح  (ود الريس) غاضبا جدا على الراوي لانه لم يجبر ( حسنة) على الزواج به قائلا بأنه سيتزوجها بدون موافقة الراوي على اعتبار ان اباها واخاها موافقان اصلا على زواجها به.
ذهب الراوي لصديقه القديم ( محجوب) ليستسقي منه النصيحة في شان زواج (حسنة )من (ود الريس). وصف ( محجوب)  (ود الريس) بالرجل المخرف الذي لا يعي ما يقول وان سيترك فكرة الزواج بعد وقت قصير وحتى لو اصر على الفكرة فإن الراوي لايستطيع فعل أي شي لان والد ( حسنة ) واخاها قد وافقا على هذا الزواج مسبقا.
أصيب الراوي بالحزن لسماعه هذا الكلام لانه يؤمن بأن المراة من حقها ان تتخذ القرارات في الامور التي تخصها فاجاب ( محجوب)  الراوي بأن العالم لم يتغير بالقدر الذي اعتقده الراوي وان الرجال لازالوا يتحكمون بمصائرالنساء على الاقل في قرية  ( ود حامد).
وتحول موضوع الحديث إلى ( مصطفى سعيد ) على الرغم من ان  ( محجوب ) لم يحب ( مصطفى ) في بادئ الأمر لكنه كان معجبا باتقانه لعمله في لجنةالمشروع الزراعي حيث  كان يتولى الحسابات وهو الذي اشار باستغلال أرباح المشروع لبناء طواحين الدقيق وفتح الدكاكين التعاونية بحيث اصبحت اسعار السلع مناسبة.
استمر الراوي بسؤال ( محجوب ) عن ( مصطفى )  و( محجوب) بدوره يتساءل عن سبب اهتمام الراوي ب (مصطفى ) كثيرا كما وانه استغرب ان يجعل ( مصطفى ) الراوي وصيا عل زوجته واولاده وهويسكن في الخرطوم معظم ايام السنة.
وقبل ان يغادر الراوي عاد الراوي و( محجوب ) للحديث عن موضوع ( ود الريس) حيث قال محجوب بإن ( ود الريس) سينسى موضوع الزواج ويتجه نحو امر اخر . كذلك اقترح ( محجوب ) على الراوي الزواج ب (حسنة)  لانه هو الوصي عليها وعلى الاولاد لكن الراوي شعر قليلا بالاستياء من هذا الاقتراح واصفا (محجوب) بالمجنون وعند مغادرته المكان تأكد الراوي بأنه يحب ( حسنة)  قائلا:انا مثله – اي مثل مصطفى- ومثل  د الريس وملايين اخرين لست معصوما من جرثومة العدوى التي يتنزى بها جسم الكون
( يقصد الانجذاب الجنسي نحو حسنة)
الفصل السابع:
بعد الانتهاء من مراسم ختان ولدي مصطفى قرر الراوي التوجه إلى الخرطوم عن طريق البر رغم انه في العادة يقوم بالعودة إليها عن طريق البحر بالركوب في الباخرة التي تمخر عباب النيل. كان الجو حارا جدا وقت المرور بالصحراء والشمس ملتهبة وكان السائق يصعد وينزل بسيارته قرب جرف النهر. أعاد الراوي التفكير بالأحداث التي عايشها اناء زيارته لقرية ( ود حامد) مستذكرا بعض الحوارات التي حدثت بينه وبين اهالي واقرباءه في ( ود حامد).    
اخذ الراوي يفكر في مراسيم ختان الولدين عندما شرب هو و (محجوب) الخمر وعندما ذهب لغرفة ( مصطفى ) الخاصة ولكنهما اصبحا تحت تاثير الخمر قبل ان يتمكنا دخول الغرفة. ثم تخيل لقاءات مصطفى الجنسية مع ( ايزابيلا سيمور) تخيل الراوي أن إيزابيلا عبدت مصطفى وكأنه إله وثنيتها الاسود. وهذا يتعارض مع دينها، والذي هو السبب الحقيقي أنها قتلت نفسها.
وظل الراوي مستمرا في مسيره الطويل حيث برز لهما في وسط الصحراء بدويا جاء يهرول نحوهما طالبا منهما سيجارة. اعطى للبدوي كرتون السجائر بأكمله وبعد أن دخن جميع السجائر بدا وكأنه تعافى بشكل سريع. واكمل السائق والراوي الرحلة. وظل الراوي يتحدث عن الشمس الساطعة الملتهبة وهو يردد لنفسه ابياتا من الشعر العربي.
مر السائق والراوي اثناء رحلتهما بسيارة حكومية يبدو انها تعطلت في الطريق فتوقف السائق رفيق الراوي ليعطي رجال الحكومة الماء ليشربوا والبترول للسيارة. ذكر الجنود بأنهم في طريقهم لاعتقال امرأة من إحدى القبائل قتلت زوجها وقالوا انهم لايعرفون من تكون المرأة ولكنهم سيعرفون اسمها لاحقا
وعقب الراوي في قرارة نفسه بأن الجميع سيعرفها لانه من النادر في تلك المناطق ان تقوم المرأة بقتل زوجها.
قال الراوي للجنود بأن المرأة بريئة وان الرجل قد يكون مات بسبب ضربة شمس. ثم تفارق الجميع. قرر الراوي أن يكتب رسالة إلى ( مسز روبنسون ) التي انتقلت إلى منطقة  ( آيل اوف وايت ) بعد وفاة زوجها بالتيفوئيد ودفنه بالقاهرة. اعتقد الراوي بأن ( مسز روبنسون) يمكن لها ان تفيده بمعلومات اكثر عن ( مصطفى سعيد ) على اعتبار أنها حضرت محاكمته. ارخت سدول الليل وتوقفت السيارة من اجل ان يرتاح الجميع خلال الليل واخذ السائق بالغناء وتوقفت سيارات عديدة للراحة وتجمع رجال كثيرون يغنون ويرقصون ويصلون ويسكرون وانضم للجلسة رجال بدو كثيرون يسكرون قرب المنطقة.
تفرق الجميع فجرا وعاد البدو إلى اماكنهم في شعاب الوادي وحيا الجميع بعضهم البعض وغادرت السيارات فاتجه بعضها نحو النيل شمالا واخريات نحو النيل جنوبا ثم بدأت الشمس بالطلوع..

الفصل الثامن:
بعد تسعة وعشرين يوما تلقى الراوي برقية من  ( محجوب ) تخبره بأن  ( حسنة بنت محمود ) قتلت زوجها  ( ود الريس ) ثم قتلت نفسها كما وعدت بانها ستفعل من قبل. عاد الراوي فورا إلى قرية ( ود حامد) وكان  (محجوب  )الشخص الوحيد في استقباله ورغم ان الراوي اراد معرفة ما حدث بالتفصيل إلا أن ( محجوب) كان يتهرب من الاجابة وغير موضوع الحديث إلى التطورات السياسية في الخرطوم لان الراوي كان في الخرطوم.
لم يكن الراوي يريد التحدث بالامور السياسية لأنه يشعر بالعار والخزي من فساد مسؤولي الحكومة والذين ينفقون ملايين الجنيهات على ملابسهم الفاخرة ومكاتبهم الفارهة في الوقت الذين لا يفعلون شيئا من اجل تطوير المدارس السودانية وحياة المواطن عموما.
أخيرا, شرح ( محجوب)  للراوي  ما حدث مع  ( حسنة)  . حيث ظل ( ود الريس ) مصرا على الزواج بها  فاضطر والد ها لضربها وشتمها حنى اجبرها على الموافقة بالزواج منه, ولانها اجبرت بطريقة فظة على الزواج من  ( ود الريس ) فإنها رفضت أن يقترب منها ( ود الريس ) كزوجين بل رفضت حتى الكلام معه.
  في أثناء هذا الحديث جاءت والدة الراوي وقاطعت حديثهم والتي كانت غاضبة جدا لانها اعتقدت بأن ابنها ( الراوي) كان على علاقة ب( حسنة ) قبل موتها. بعدها ذهب الراوي لزيارة جده والذي بكى على موت(  ود الريس ) ولكنه لم يعط اية معلومات جديدة عما حدث.
ذهب الراوي إلى ( بنت محجوب ) لانه يعلم إن لم تخبره هي عما حدث فلن يستطيع احد إخباره. وبدأت ( بنت مجذوب)  تقص على الراوي ما حدث في تلك الليلة حيث صرخت  (حسنة ) بشكل جنوني ولكن ( بنت مجذوب ) وباقي القرويين اعتقدوا بأن ( ود الريس ) استطاع اخيرا أن ينال منها حقوقه الزوجية وأنها تصرخ من المتعة.
ولكن اخذ ( ود الريس)  بالصراخ بشكل عال فأدرك الجميع بأنه يصرخ طالبا المساعدة فنادت ( بنت مجذوب ) رجال القرية وذهبوا لبيت  ( ود الريس ) فشاهدوا كلا ( حسنة)  و ( ود الريس ) عاريان وجسم (حسنة ) مليء بالضربات والجروح بينما قلبها مطعون بسكين و( ود الريس) جسمه مليء بالطعنات ايضا. قرر بعض النسوة القرويات القيام بجنازة ل(حسنة) ولكن (محجوب) هددهن بقطع رقابهم إن فعلن ذلك.
أما ( مبروكة) زوجة ود الريس الاولى – الكبيرة في السن- فلم تنزعج أوتحزن مما حدث لزوجها وقالت انه يستحق ما حدث له لانه اجبر (حسنة) على شي هي لا تريده.
ذهب الراوي لزيارة (محجوب )والذي قال بإن (حسنة) كانت مذنبة ولا تستحق حتى جنازة. غضب الراوي لسماع هذا الكلام ودخل في شجار مع ( محجوب ) اغمي على الراوي ولم يشعر بشيء بعدها إلا بيد شخص تسحبه من فوق ( محجوب).
الفصل التاسع:
تحول الكاتب من الحديث في الزمن الماضي إلى الحديث في الزمن الحاضر قائلا بإنه – أي الراوي- حاقد وطالب ثأر وأن غريمه في الداخل ولابد من مواجهته وقال أيضا بإنه يبتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد إلا إنه – أي مصطفى- قد اختار أما الكاتب فلم يختر شيئا. غاضبا ومليئا بالكره وحاملا رغبة في الانتقام ذهب الراوي إلى  بيت  (مصطفى سعيد) وفتح باب غرفته الخاصة. أوقد عودا من الثقاب وخيل له أنه قد رأى (مصطفى سعيد) ولكن اكتشف لاحقا أن ما رآه هو انعكاس لصورته في المرآة. لاحظ الراوي أن الغرفة مليئة بالاثاث الفاخر من سجاد فارسي, ارفف عديدة من الكتب ورسومات زيتية  لعشيقات (مصطفى) مثل :( شيلا غرينود)  و(ايزابيلا سيمو)ر و(آن همند) و(جين موريس). اعتقد الراوي ان هكذا بقيا من الذكريات والتي تعود للحياة الاوروبية التي عاشتها مصطفى أمرا ليس جيدا. ظل الراوي يطلع على الكتب التي احتوتها غرفة مصطفى الخاصة وغالبا ما كنت كنت أدب أو كتب اقتصاد كتبها كتاب انجليز. رجع الراوي بالذاكرة قليلا واخذ يتذكر قصة (مصطفى)  متذكرا ما سرده له عن ذكرياته مع (شيلا). نفهم من هذا الفصل بان زوج (ايزابيلا) كان شاهدا دفاع في محاكمة (مصطفى) والذي عرف بإصابتها بمرض السرطان قبل اقدامها على الانتحار. كما وتذكر الراوي قصة (مصطفى) وذكرياته مع (آن همن)د حيث كان ( مصطفى) يقدم محاضرة في الشعر عن الشاعر ( أبي نواس) حيث حكى للجمهور معلومات ملفقة عن الشاعر. أحبت ( آن همند) المحاضرة. بعدها اشترى ( مصطفى) لها خمرا وقال لها شعرا . كذلك نعلم في هذا الفصل أن( آن همند) شاركت مصطفى في إحدى المسرحيات حيث كانت تلعب دور جاريته (سوسن) . يتبين أن( آن همند) ماتت منتحرة بالغاز وقد عثر في شقتها على رسالة مكتوب عليها : (( مستر سعيد لعنة الله عليك)).
بعدها رأى الراوي صورة ل(مصطفى سعيد) مع (مسز روبنسون) وتذكر الراوي رد (مسز روبنسون) على إحدى مراسلاته حيث وصفت  (مصطفى) بالمسكين ملقبة أياه ب ( موزي) وأملت أن تقدم (حسنة) وأولادها لزيارتها في بلدتها (آيل أوف ويت) وأنها كتبت مذكرات عن زوجها و(مصطفى) وعن حياتهما في القاهرة. (مسز روبنسون) هي الوصية على شؤون ( مصطفى) في لندن وأنها لديها بعض المال المتعلق ب(مصطفى) و التي تود من الراوي إيصاله ل(حسنة).
ثم رأى الروي جريدة تعود إلى العام 1927 م قارئا العديد من قصاصات الصحف التي احتفظ بها ( مصطفى) وكان الروي مستغربا من وجود كل هذه القصاصات ثم وجد دفترا صغيرا مكتوب عليه ( قصة حياتي) بقلم (مصطفى سعيد) ولكن صفحات الدفتر الباقية كانت بيضاء خالية من أي كتابات.
وجد الروي أيضا الكثير من الرسومات في خزانة ( مصطفى) والتي رسمها للقرويين أمثال ( ود الريس) و(محجوب )وغيرهما حيث أظهرت الصور مهارة كبيرة لدى (مصطفى) في الرسم وكان أكثر شخص رسمه هو ( ود الريس) حيث وجد الراوي 8 رسومات له وتسائل الراوي عن سبب هذا الأمر. تحت الرسومات وجد الراوي بعض المحاولات الشعرية والنثرية ل(مصطفى) ووجد إحدى قصائده غير المكتملة  فأكملها الراوي بإضافة السطر الشعري الأخير لها. ورأى الراوي الكثير من قصاصات الأوراق التي تحوي ملاحظات وجملا تخص حياة (مصطفى) وعمله وقد خمن الراوي بأن( مصطفى) فعل ذلك لأنه اراد منه – اي من الراوي-  أن يكتشفها ويرتبها في صورة تكون في صالحه وهذا شيء لم يعجب الراوي واصفا (مصطفى) بالمغرور بعدها قرر الراوي حرق جميع محتويات الغرفة قبل طلوع الصبح.
في النهاية انتبه الراوي لصورة معلقة ل(جين موريس) وتذكر الراوي ما قاله (مصطفى) عنها في التفاصيل( في الجزء الثاني من الرواية) حيث رفضته (جين موريس) بوحشية ولم تقبله عشيقا حتى استسلم وعدل عن مطاردتها. وفي إحدى الليالي أتت إلى منزل (مصطفى) ووقفت عارية أمامه ووعدته بعلاقة جنسية إن هو واقف على إعطاءها بعض المتعلقات التي تعود له : سجادة حريرية , مخطوطة قديمة ومزهرية وكان كلما يقدم لها إحدى المتعلقات تقدم على تدميرها و رميها في نار المدفئة أمام عيناه وعندما حاول ضمها إلى صدره ركلته بين افخاذه وذهبت.  
أخيرا وافقت (جين) على الزواج من (مصطفى) وبالفعل حصل الزواج حيث سيذهبان لمعركة جنسية عنيفة ولكن (جين) كانت تغازل رجال الطريق وتهين (مصطفى) ورجولته أمام الملأ. وفي أحد المساءات وأثناء لممارستهما الجنس غرس مصطفى خنجرا في صدر (جين) فقبلت الخنجر وكأنها قبلت بنهايتها وموتها ورددت : تعال معي.
الفصل العاشر:
قرر الراوي أن إحراق غرفة (مصطفى) الخاصة لن يجدي أبدا وهو امر غير جيد. وذهب للسباحة لكي ينعش أفكاره واعواطفه وعندما تعمق في ماء النيل أحس بأنه يغرقه فاستسلم لقدره ولكنه فجأة أحسن برغبة في تدخين سيجارة وخرج من أحلام يقظته وقرر اكمال حياته وعدم الاستسلام للموت . قرر العيش من أجل أناس يحبهم ويود أن يعيش لأجلهم لأطول فترة ولأن لديه مسؤوليات وواجبات في هذه الحياة فقفز على الشاطئ طالبا المساعدة.

                                                النهاية










هناك 11 تعليقًا:

  1. أشكركم جزيلا على هذه المعلومات, الله يسهلك يا ناشر!

    ردحذف
  2. مشكور وأين الفصول الأخرى

    ردحذف
  3. جميل ولكن يوجد هناك شيء اريده غير موجود

    ردحذف
  4. جميل ولكن يوجد هناك شيء اريده غير موجود

    ردحذف
  5. اين العمل الممتاز؟

    ردحذف
  6. قلت في خمس اسطر فاقط وليس مئات الاسطر

    ردحذف
  7. قلت في خمس اسطر فاقط وليس مئات الاسطر

    ردحذف