السبت، 21 ديسمبر 2019

هاملت / وليام شكسبير

  

                          هاملت ( هملت)                                                                                                   

الفصل الأول

المشهد الأول

 

في إحدى الليالي الشتوية الحالكة خارج ( قلعة السينور ) في الدنمارك أتى الحارس المسمى (فرانسيسكو) لتبديل المناوبة الليلية مع حارس آخر اسمه (برناردو) وكان الليل مظلما لدرجة أن الرجلين لم يستطيعا تمييز وجهي بعضهما البعض. سمع (برناردو) خطوات أقدام تقترب منه فصرخ قائلا: من هنالك؟ تأكد الحارسان ان القادم هو حارس ثالث فخف الرعب من قلبيهما . شكر (فرانسيسكو) (برناردو) على قدومه وذهب للبيت لكي ينام بعد أن اخذ منه التعب والبرد مأخئذهما.

بعد ذلك بفترة وجيزة أتى حارس أخر اسمه (ماركيلوس) و شخص آخر اسمه (هوراشيو) وهو صديق لابن ملك البلاد المتوفى حديثا واسمه ايضا  ( هاملت) . طلب الحارسان (برناردو) و(ماركيلوس) من (هوراشيو) البقاء معهما اثناء فترة حراستهما لأنهما يعتقدان أن هنالك أمرا سيحصل ويجب أن يريانه ل(هوراشيو).

وفي صوت خافت تناول الصديقان موضوع رؤيتهما لشبح لليلتين على التوالي واللذان يأملان ان يرياه لصديق الملك (هوراشيو) . والشبح يعود لملك البلاد الذي توفي حديثا واسمه أيضا ( هاملت) حيث قال الحارسان أنهما رأيا الشبح ظاهرا على أسوار القلعة في ساعات متأخرة من الليل.

ظل (هوراشيو) مترددا في تصديق كلامهما ولكن الشبح ظهر بالفعل فجأة و للحظات ثم اختفى. أصيب (هوراشيو) بالذعر ممن رأى وقال أن الشبح يشبه كثيرا ملك البلاد الراحل (هاملت), وحتى أنه يرتدي نفس الدرع الذي ارتداه عند قتاله ملك النرويج ووجه عابسا نفس العبوس اثناء القتال. (هوراشو) اعتقد ان هذا نذير شؤم وأن البلاد ستقدم على مصائب وسوء حظ ربما يكون على هيئة هجوم عسكري تتعرض له البلاد متذكرا قصة الملك (هاملت) عندما احتل اراضي تعود للنرويج مضيفا أن (فونتبراس) الملك الحالي للنرويج يبحث عن استعادة تلك الأراضي لبلاده.

 

 

ظهر الشبح للمرة الثانية , حاول (هوراشيو) التحدث معه ولكن الشبح ظل صامتا ولم يتحدث واختفى في أولى ساعات الفجر . اقترح (هوراشيو) بأن يقوموا بإخبار الأميؤ هاملت ( ابن الملك المتوفى) بالموضوع لان (هوراشيو) اعتقد بأن الشبح إذا كان فعلا يعود للملك السابق (هاملت) فإنه – أي الشبح -  لن يرفض حتما الحديث لابنه المحبوب.

المشهد الثاني

بعد يوم واحد من رؤية ( هوراشيو) وباقي الحراس للشبح . ألقى الملك ( كلاديوس) كلمة لأفراد حاشيته شارحا عن زواجه الأخير من الملكة ( غيرترود) أرملة أخيه الملك الراحل ( هاملت) ووالدة الأمير (هاملت) . قال ( كلاديوس) بأنه حزين على موت أخيه الملك ولكنه قرر أن يوزان هذه السحابة من الحزن مع سحابة أخرى من الفرح  بزفافه من أرملة أخيه وأضاف أيضا بأن ( فورتنبراس)- وهو حاكم لبلد مجاور للدنمارك- كتب له رسالة يطالبه فيها بالأراضي التي فاز بها الملك الراحل (هاملت) أثناء حكم والد ( فونتبراس) لذلك قام الملك الجديد ( كلاديوس) بإرسال مبعوثيه ( كورنيليس) و ( فولتيماند) حاملين رسالة لملك النرويج وهو عم ( فوتبراس) الأكبر لاقناعه بالكف عن مطالبته وحماقته.

أنهى ( كلاديوس) كلمته بالتوجه بالكلام نحو ( لايرتس) وهو ابن الوزير ( بولونيوس) شرح ( لايرتس) رغبته للملك بالعودة لفرنسا حيث كان يدرس قبل أن يذهب للدنمارك.

 وأنه حضر للدنمارك فقط من أجل حضور مراسيم تتويج ( كلاديوس ) ملكا على الدنمارك. أعطى ( بولونيوس) الإذن لولده بالذهاب لفرنسا كذلك فعل الملك ( كلاديوس). توجه الملك بعد ذلك بالحديث لـ ( هاملت) سائلا إياه عن أسباب ظهور غمائم الحزن وسيطرتها على وجهه ولماذا لازال يلبس ثياب الحداد . أما الملكة فطلبت منه التوقف عن ارتداء ملابس الحداد المظلمة ولكن هاملت رد بمرارة على الملكة قائلا بإن حزنه الداخلي عظيم لدرجة أن مظهره الخارجي يعكس هذا الحزن. خاطب ( كلاديوس) هاملت بنبرة الابن لابنه قائلا بإن جميع الآباء سيموتون وجميع الأبناء سيفقدون والديهم ومن الطبيعي أن يحزن الانسان على فقدان أبيه ولكن ليست لفترة طويلة لإنه سيكون حزنا لا يتناسب مع معاني الشهامة والرجولة. كذلك طلب ( كلاديوس ) من ( هاملت) أن يعتبره كأب له مذكرا إياه بمكانته السياسية في المملكة وأنه وريث العرش من بعد وفاته.

وكذلك قال ( كلاديوس) لهاملت أنه يعارض رجوعه للدراسة في ( ويتنبرغ) حيث كان يتلقى تعليمه قبل وفاة أبيه, وبنفس الرد ردت ( غيرترود) على طلب ابنها بالتوجه ل ( ويتبرغ) معللة ذلك برغبتها بوجوده إلى قربها وجوارها. أطاع

 ( هاملت) طلب والدته وقررعدم الذهاب ل ( ويتنبرغ)  فعبر الملك (كلاديوس) عن سعادته بقرار هاملت هذا وقال انه سيقيم الاحتفالات والمهرجانات فرحا بهذا القرار . ثم خرج الملك برفقة الملكة ( غيرترود) وحاشيته .

بقي ( هاملت) وحده وهو متعجب مما يرى متمنيا أن يموت أو أن يكون نسيا منسيا وتمنى أن الله لو لم يجعل الانتحار ذنبا حتى يقدم عليه. وظل هاملت ينعى خبر موت أبيه وزواج أمه السريع من عمه وتذكر كيف كانت أمه تعشق أباه متعجبا كيف أنها استطاعت نسيان كل تلك المحبة والزواج بعد شهرين فقط من وفاته من عمه الأقل مكانة من أبيه.

ثم يدخل (برناردو) و (مرسيليوس) و ( هوراشيو) وهو صديق الأمير ( هاملت) ورفيق دراسته في ( ويتنبيرغ) . شعر هاملت بالسعادة لرؤية صديقه سائلا إياه عن سبب تركه المدرسة في (ويتنبرغ )ولكن (هوراشيو) قال بإن سبب عودته هو للالتحاق بجنازة الملك الراحل ( هاملت) وأجابه هاملت بأنه أتى أيضا لحضور مراسيم زواج الملكة (غيرترود) فقال (هوراشيو) بالفعل الزواج تم مباشرة بعد الجنازة بوقت قليل ثم أخبر (هوراشيو) أن زملاءه (برناردو) و(مرسيليوس) قد رأيا شبح الملك. تفاجأ هاملت من هذا الخبر وقرر الذهاب معهما أثناء فترة الحراسة في تلك الليلة متأملا أن يستطيع الحديث مع الشبح.

المشهد الثالث:

تدور أحداث هذا المشهد في منزل (بولونيوس) يتجهز ( لايرتس) للسفر نحو ( فرنسا) مودعا أخته ( أوفيليا) ومحذرا إياها من الوقوع في حب الأمير ( هاملت) والذي يراه ( لايرتس) في علو مكانته لا يستطيع ان يقرر ولا يملك إرادة ولا حرية اختيار من يحب ولأنه لا يستطيع الاختبار وفق اهواءه ووفق ميوله لان على اختياره تتوقف سعادة الدولة ومستقبلها وقد يكون من المستحيل أن يتزوجها. وعدت ( أوفيليا) بالاستماع والعمل بنصيحة أخيها ( لايرتيس) ولكنها طلبت منه أن لا يعطيها نصائح قد يكون هو لا يتبعها ولكنه طمأنها وطلب منها ألا تقلق عليه وأنه يعتني بنفسه جيدا.

دخل ( بولونيوس) ليودع ابنه قبل سفره طالبا منه الإسراع بالتوجه إلى السفينة قبل مغادرتها ولكنه أوقفه لوقت طويل ليعطيه بعض النصائح حول كيفية التصرف في الحياة بسلامة وواقعية ومن هذه النصائح التي طلبها ( بولونيوس ) من ابنه ان يحتفظ بأسراره لنفسه وأن لا يتعجل بتنفيذ أي رأي قبل دراسته جيدا وأن يكون متوددا للناس ولكن لا مبتذلا وأن يحافظ على أصدقاءه القدامى ولكن أن يتمهل في احتضان الأصدقاء الجدد ومصاحبتهم وأن لا يفتعل العراك ولكن إن دخل في عراك أن يقاتل بشدة حتى يخشاه الناس وأن يستمع أكثر مما يتحدث أن يلبس ملابس غالية الثمن وبذوق عالي ورصين ولكن بعيدة عن الفخفخة وأن لا يدين المال ولا يستقرض المال من أحدا والأهم من ذلك كله أن يكون صادقا مع نفسه.

غادر ( لايرتس) مودعا أخته ( أوفيليا) مرة أخرى. بقي ( بولونيوس) مع ( أوفيليا) سائلا إياها عن الحوار الذي جرى بينها وين ( هاملت) فأخبرته ( أوفيليا) بأنه شيء يتعلق بالسيد ( هاملت) سأل ( بولونيوس) ابنته ( أوفيليا) عن علاقتها بالأمير ( هاملت) فقالت له: بإن هاملت عبر عن حبه لها . لكن ( بولونيوس) نصحها بنصيحة تشبه إلى حد كبير نصيحة أخيها ( لايرتيس) لها ومنعها من التلاقي ب(هاملت) قائلا لها بإن (هاملت) خدعها بوعود الحب الكاذبة . وعدت (أوفيليا) أبياها بالأخذ بنصيحته.

المشهد الرابع:

تدور أحداث هذا المشهد في وقت الليل حيث يجلس ( هوارشيو) و ( مارسيلوس) والأمير ( هاملت) منتظرين في الجو البارد – الشبح كي يظهر وبعد منتصف الليل بوقت قصير سُمع صوت اهتزازات واطلاقات نارية من القلعة. شرح ( هاملت) للحارسين ما يحدث موضحا إن الملك ( كلاديوس) مقضيا الليلة محتفلا حسب أحد التقاليد الدنماركية. علق ( هاملت) على هذا الأمر قائلا إن هكذا عادات يجب أن تحارب وتنتهي بدل ان تستمر مؤكدا أن هذه الاحتفالات الصاخبة تجعل الدنمارك محط للاستهزاء والسخرية بين الأمم الأخرى وتقلل من قيمة الانتصارات و الإنجازات الدنماركية. بعد ذلك ظهر الشبح , فناداه (هاملت. أشار الشبح ل(هاملت) طالبا إليه أن يتبعه ولكن رفاق (هاملت) طلبوا إليه عدم الذهاب خلف الشبح متخوفين من فكرة أن الشبح قد يقوده نحو الاضرار بنفسه.

لم يكن (هاملت) متأكدا فيما إذا كان هذا الشبح فعلا يعود لوالده أو لروح شيطانية ولكن قال بإنه لا يعبأ ولا يهتم لنفسه وليحصل ما يحصل مادامت روحه ستبقى خالدة إلى الأبد وإن الشبح لن يستطيع إيذاء روحه . تبع (هاملت) الشبح في الظلام ثم اختفيا. ثم قررا الصديقان أن يتبعا هاملت. 

المشهد الخامس:

وفي الظلام تحدث الشبح إلى ( هاملت) قائلا: إنه روح ابيه الميت ( الملك هاملت) جاء من أجل تحريض ابنه الأمير ( هاملت) على الثأر لمقتله . صدم ( هاملت) من حقيقة أن أباه مات ( مقتولا) ولم يمت ميتة طبيعية كما أذيع . سرد الشبح قصة مقتله ل(هاملت) قائلا: إنه وأثناء نومه في الحديقة وضع له سم في أذنيه والذي وضع له السم وهو نفسه الشخص الذي يرتدي التاج اليوم – أي عمه (كلاديوس). تأكدت شكوك هاملت السابقة عن عمه بكلام الشبح,. حث الشبح (هاملت) على الثأر من (كلاديوس) لأنه فاسق فسق بالبلاد وبالملكة (غيرترود) خادعا إياها مخرجا إياها من حبها وعشقها الأول. كما وطلب الشبح من ( هاملت) أن لا يتخذ أي إجراء ضد أمه طالبا منه أن يترك عقوبتها للسماء ولضميرها. ومع حلول الفجر اختفى الشبح. أقسم ( هاملت) على ان يبقى متذكرا ومطيعا لكلام الشبح, قدم ( هوراشيو) و ( مارسيلوس) وسألا ( هاملت) عما حدث لكن ( هاملت) رفض اخبارهما بما حدث وجعلهما يقسمان على سيفه ( سيفه يحمل صورة السيد المسيح مصلوبا) أن يكتما ما رأيانه من أمر الشبح و قال لهما أنه قد يتظاهر بأنه مجنون في المرحلة القادمة من أجل بعض الأهداف. وكلما كان يردد الحارسان كلمة ( نقسم) كان الشبح يكرر الكلمة خلفهما. وختم هاملت المشهد بعبارة: إننا في زمن مضطرب معوج, وياله من قضاء جائر: أن أكون ولدت كي أقوم اعوجاجه.

 

الفصل الثاني

المشهد الاول

تدور أحداث هذا المشهد في قلعة ( السينور) حيث يقوم ( بولونيوس) بإعداء خادمه ( رينالدو) بعض النقود والرسائل طالبا منه أن يأخذها إلى فرنسا. ( بولونيوس) طلب من الخادم أن يتوقع ماهي المهمة التي يرسل إليها . على ( رينالدو) أن يجمع بعض المعلومات وأن يتجسس عن حياة ( لايرتس)  في باريس واعطاه بعض التعليمات الواضحة حول كيفية متتابعة تحقيقاته وتجسسه ثم طلب منه المغادرة. وأثناء مغادرة ( رينالدو) دخلت ( أوفيليا) وعلامات الحزن تبدو واضحة عليها مخبرة ( بولونيوس) بأن ( هاملت) قد تغير مظهره في الآونة الأخيرة وأصبح عاري الرأس وسترته مفككة الأزرار وجواريه ملوثة ووجه شاحب وأنه اقترب منها وقبض على معصمها ومسك يدها ثم ترك يدها ولم يتكلم كلمة واحدة . رد عليها ( بولونيوس) بأن ( هاملت) ربما قد يكون جن بسبب حبه لها لأنه وضعت مسافة بينها وبين ( هاملت) عندما أمرها ( بولونيوس) بذلك. قال ( بولونيوس) بأن سلوك هاملت في الفترة الأخيرة قد يكون سبب حبه لها وذهب مسرعا ليخبر الملك  ( كلاديوس) بذلك.

 المشهد الثاني:

تدور أحداث هذا المشهد في القلعة حيث يرحب ( كلاديوس) و (غيرترود) بصديقي ( هاملت) في محل دراسته في ( ويتنبيرغ) وهما  ( روزنكرانتس) و ( جلدنستيرن) مركزين في الحديث عن حالة ( هاملت) وسلوكياته اللاطبيعية وعجزه عن التعافي بعد وفاة والده؛ لهذا السبب استدعى الملك والملكة أصدقاء هاملت على امل مساعدته في العودة لحياته الطبيعية والمساعدة على ابهاجه والتخفيف من اكتئابه أو على الاقل التعرف على أسباب هذا الاكتئاب. وافق الصديقان على طلب الملك والملكة في التقصي عن أسباب حالة هاملت . ثم أمرت الخدم بأخذ الصديقين لمكان هاملت.

دخل ( بولونيوس) معلنا رجوع رسله الذين ارسلهم من قبل للنرويج. وهما ( فولتمند) و ( كورنيلس) اللذان سردا للملك ما حدث مع ملك النروج العجوز والمريض حيث قام ملك النرويج بتوبيخ ( فونتبراس) لمحاولاته اشعال حرب مع الدنمارك. وعلى إثر هذا التوبيخ أقسم ( فونتبراس) بأن لن يقوم بمهاجمة الدنماركيين مرة أخرى. سعد الملك النرويجي لهذا الامر وقرر أن يدفع ل ( فونتبراس) مبلغا سنويا من المال كي يستخدم هذا المال لمهاجمة البولنديين وليس الدنماركيين. لذلك ارسل طلبا ل ( كلاديوس) يطلب فيه من الملك الدتماركي بأن يسمح لجيش ( فنتبراس) بالعبور من أراضيه بسلامة أثناء مروره لمقاتلة البولنديين.

بعد تأكد وارتياح ( كلاديوس) بأن لا حرب ستحدث مع ( فونتبراس) قام ( كلاديوس) بشكر الرسولين ثم انصرفا.

ثم عاد الجميع للتحدث بالمضوع الرئيسي وهو ( هاملت) حيث قال ( كلاديوس) بعد مقدمة كلامية طويلة – بإن الأمير هاملت جن بسبب حبه لأوفيليا وقام بعرض بعض الرسائل الغرامية والقصائد التي أرسلها هاملت لأوفيليا ووضع خطة لتأكيد ما يدعيه للملكة والملك

في أثناء هذا الوقت كان هاملت يتمشى في إحدى ردهات القلعة فقام الجميع بالاختباء خلف أحد الجدران عندما وقفت أوفيليا لتقابل هاملت حتى يتمكن الجميع من التأكد من أن جنون هاملت سببه حبه لوفيليا أم لا. وافق الملك على تجربة هذه الخطة ولاحظت ( غيرترود) أن هاملت كان قادما يحمل كتابا في يديه وهو يمشي فقال بولونيوس بإنه سيتحدث للأمير هاملت . خرج  الملك والملكة تاركين هاملت وبولونيوس لوحدهما. حاول ( بولونيوس) ان يحادث ( هاملت) الذي اعتقد بان ( بولونيوس) هو صياد أسماك ونسى ماهي وظيفته في المملكة وأجاب عن جميع أسئلة ( بولونيوس) بشكل لا عقلاني لكن العديد من تصريحات هاملت التي تبدو مجنونة تخفي ملاحظات شائكة حول هشاشة بولونيوس وعمره. يعلق بولونيوس على الرغم من أن هاملت غاضب بشكل واضح ، فإن ردوده غالبًا ما تكون "حبلى" و ذات معنى عميق. أسرع بولونيوس بعيدا وقرر ترتيب لقاء بين هاملت وأوفيليا.

وأثناء خروج ( بولونيوس) دخل صديقا ( هاملت) ( روزنكرنتس) و ( جلدينسترن) ففرح هاملت بمجيئهما. تناقشا الاثنان في حزن هاملت و الأحداث السياسية في الدنمارك . سال هاملت الصديقين عن سبب قدومهما فأجابا أنهما اتيا لرؤية هاملت لكن هاملت عرف السبب لزيارتهما وأن الملك والملكة طلبلا منهما الحضور فاعترف الاثنان بان هذا الامر صحيح ولم ينكرانه . شرح هاملت لصديقيه سبب تعاسته والأسباب التي أدت لفقده مرحه وبهجته ودخوله في مرحلة من الاكتئاب

ابتسم ( روزنكرنتس) وقال لهاملت ان هنالك فرقة تمثيل تتجول في المدينة وهي في طريقها للقلعة. عزفت الفرقة معزوفة معلنة عن وصولها إلى القلعة. رحب هاملت بأعضاء الفرقة ودعاهم للإقامة في ( السينور). قال هاملت في قرارة نفسه بإن عمه وأمه كلاهما مخدوعين وأنه – أي هاملت - يتظاهر بالجنون ولكن هو عاقل وبعيد كل البعد عن الجنون.

الفصل الثالث:

المشهد الأول:

 

في هذا الفصل يناقش ( كلاديوس) و ( غيرترود) سلوك ( هاملت) في الآونة الأخيرة مع صديقيه ( روزنكرنتس) و ( جلدينستيرن)  اللذان أخبرا الملك والملكة أنهما لم يستطيعا التعرف على سبب سلوك هاملت وسبب كآبته. ولكنهما اخبرا الملكة والملكة بإن هاملت مولع وشغوف بالمسرحيات التمثيلية. ومن باب التشجيع قال الملك والملكة بإنها سيحضران المسرحية التي ستقام في المساء في القصر والتي ستعرضها الفرقة التمثيلية. خرج ( روزنكرانتس) و ( جلديسترن) وأمر أيضا الملك الملكة بالخروج لأنه كان يريد أن يتجسس على الحوار الذي سيحدث بين ( أوفيليا) و ( هاملت) . خرجت ( غيرترود) وأخبر ( بولونيوس) ابنته ( اوفيليا) بأن تمشي حول البهو . سمع بولونيوس صوت هاملت فاختبأ هو والملك إلى أحد الجوانب.

دخل ( هاملت) وهو يتحدث بألم لنفسه مرددا عبارة: أكون أو لا أكون وقد يكون المقصد هو هل أحيا او أقدم على الانتحار؟ وقد يكون سبب قراره الاقدام على الانتحار هو وضع نهاية لمعاناته وآلامه لأن الحياة مليئة بالمآسي التي لا يستطيع أن يحتملها المرء ولكن خوفه من ما قد يحدث بعد الموت . في وسط هذه التساؤلات رأى هاملت  أوفيليا تتقدم نحوه وقد أخذت أوامر من ( بولونيوس). أتت لتخبر هاملت بانها تريد إرجاع بعض الأشياء والمقتنيات التي أعطاها لها هاملت أثناء فترة حبهما. وبغضب شديد نفى هاملت أن يكون قد أعطاها شيئا وندب هاملت خيانة الجمال وأدعى انه لم يحب أوفيليا أبدا. وأمرا أوفيليا بالدخول إلى دير راهبات بدلا من أن تكون  مربية للخطيئة . انتقد هاملت أيضا النساء لأنهن جعلن الرجال يتصرفون مثل الوحوش ولإسهامهن في خيانة الأمانة في العالم من خلال رسم وجوههن لتبدو أكثر جمالا مما هي علبيه وهنا يدين هاملت النساء جميعا والبشرية بشكل عام . متمنيا أن يقوم بإنهاء كل الزيجات بالعالم وبعد ذلك تخرج أوفيليا وهي تنعى " العقل النبيل" الذي فقده هاملت والذي أصبح اليوم جنونا واضحا.

يظهر الملك و بولونيوس مرة أخرى قال ( كلاديوس) بإن سلوك هاملت الغريب ليس بسبب حبه لأوفيليا ولا أن خطابه يبدو خطاب جنون وقال بإنه يخشى بإن الحزن والكآبة تستقر فوق شيء خطير في نفس هاملت مثل جلوس الطائر على بيضه قبل أن يفقس . قرر الملك بإن يرسل هاملت لإنجلترا متأملا ان تساعده البيئة الجميلة هناك والمناظر الخلابة أن يتغير . دعم بولونيوس هذه الفكرة ولكنه بقي معتقدا ان سبب حالة هاملت هذ هي حبه لأوفيليا . اقترح ( بولونيوس) أن يقوموا بإرسال هاملت إلى غرفة امه الملكة ( غيرترود) بعد حفلة التمثيل لتسأله عن سبب حزنه لتتأكد فيما إذا كان حب أوفيليا هو السبب ويستطيع بولونيوس الاختباء والتنصت لحديثهما وبعد ذلك إن لم يكشفوا الامر يستطيعوا إرساله لانجلترا.

المشهد الثاني:

في فترة المساء في بهو في القصر تم اعداده وتجهزيه لتمثيل المسرحية , يقوم (هاملت) بحماسة بتوجيه الممثلين حتى يقوموا بأداء جيد للمسرحية التي ألفها هو يأتي ( بولونيوس) ليخبرهم أن الملكة أيضا ستحضر المسرحية برفقة الملك لذلك يطلب (هاملت) من ( روزنكرانتس) و ( جلدينشترن) الذهاب للممثلين والبقاء معهم أثناء الاستعدادات. يدخل ( هوراشيو) على  هاملت فيسعد هاملت برؤيته كثيرا وقام بالاطراء على اخلاقه وشخصيته . خصوصا صفة  التحكم في النفس التي يمتلكها هوراشيو. أخبر هاملت هوراشيو حكايته مع الشبح وأن الشبح أخبره بأن ( كلاديوس) هوقاتل ابيه الملك. هنا طلب هاملت من هوراشيو أن يراقب قسمات وجه كلاديوس جيدا أثتاء عرض المسرحية حتى يقومان بمقارنة انطباعاتهما مع بعضهما البعض بعد انتهاء العرض. بعد ذلك بدأت الأبواق تعزف إيذانا بقدوم الملك والملكة لحضور العرض المسرحي واجتمع الحضور في البهو. أخبر هاملت هوراشيو بأنه سيتصرف بغرابة كشخص غريب الاطباع ومجنون كعادته.

يسال الملك هاملت عن احواله فيجيبه: في أحسن حال لعمري,. يسال هاملت بولونيوس عن تاريخه كممثل فيدور حوار بينها حول هذا الامر وتحاور أيضا مع اوفيليا قليلا.

دخل الممثلون وقاموا في البداية بعرض مختصر وصامت لأحداث المسرحية وهذا عرف شائع في أيام شكسبير . حيث ظهر في هذا العرض حب ملك وملكة وهما أحد أبطال المسرحية  حيث تركت الملكة ( بطلة المسرحية ) الملك ليرتاح وينام قليلا وبينما هو ينام جاء رجل وقتله بوضع السم في اذنيه . ثم يحاول القاتل إغواء الملكة ، التي تقبل تقربه منها تدريجيًا.

بدأ بعد ذلك الممثلون بعرض احداث المسرحية بشكل مفصل لنعلم بعد ذلك من تلك الأحداث أن الرجل الذي قتل ملك المسرحية هو ابن أخيه. وخلال عرض الأحداث ظل هاملت بعقب على كل حدث من احداثها وعلى شخصياتها وتحدث إلى اوفيليا بمواضيع ذات ايحاءات جنسية. عندما وصلت أحداث المسرحية إلى المشهد الذي  يصب فيه السم في أذني ملك المسرحية النائم نهض ( كلاديوس) من مكانه طالبا اضاءة الأنوار بشكل منفعل.عقب ذلك حدثت فوضى وتوقفت أحداث المسرحية. أضيئت المشاعل وفر الملك من الغرفة متبوعا بالجمهور. بقي هاملت مع هوراشيو.

اتفق هوراشيو وهاملت على أن سلوك الملك لم يكن طبيعيا أثناء عرض المسرحية

انشد هاملت بعض القصائد هنا . أتى ( روزنكرانتس) وسأل هاملت عن سبب حزنه الذي يرافقهثناء ذلك   أتى ( بولونيوس) ليبلغ هاملت بأن أمه تستدعيه لمخدعها لتتحدث إليه. قرر هاملت الذهاب إلى أمه ولكن قبل ذلك طلب من رفاقه أن يتركوه لوحده لبرهة من الزمن. في وحدته قرر أن يتحدث بكل قسوة وصدق إلى أمه ولكن أن لا يفقد اعصابه وهو يتحدث إليها.

 

المشهد الثالث:

في مكان ما في القلعة يتحدث الملك لصديقي هاملت ( روزنكرانتس)  و ( غلديشترين) وقد تأثر بشكل كبير بما رأى من أحداث المسرحية معتبرا أن جنون هاملت أصبح خطيرا . طلب الملك ( كلاديوس) من صديقي هاملت بمرافقته في رحلة إلى إنجلترا وأن يقوموا بالمغادرة فورا. وافق الصديقان على الطلب وخرجا فورا للقيام بالتحضيرات. دخل ( بولونيوس) مذكرا الملك بخطته وهو أن يقوم بالاختباء في غرفة الملكة للتنصت على محادثة ( او ربما عراك) هاملت مع والدته. واعدا كلاديوس بأنه سينقل له كل ما سيسمعه بين الاثنين. عندما خرج بولونيوس وبقي الملك وحيدا اعترف الملك مباشرة بالذنب والحزن الذي يشعر به بعد  قتله أخيه, قائلا : إن جريمة قتل الأخ لأخيه هي أقدم اللعنات والذنوب. وأخذ يطلب الغفران من الله ولكن استدرك قائلا بأنه غير مؤهل لطلب الغفران لأنه لم يتنازل على الأشياء التي حصل عليها من وراء تلك الجريمة – مثل التاج والملكة. ركع كلاديوس على ركبتيه لطلب العفو من الله والصلاة.  

في أثناء ركوع الملك, دخل هاملت فجأة لغرفة الملك فرآه راكعا فقرر قتله ولكنه عدل وتراجع عن القتل لا نه رأى إن قتل كلاديوس وهويصلي ويطلب الغفران فمعناه بأن روحه سوف تذهب للجنة وهو لا يريد له ذلك. وهذا لن يكون انتقاما كافيا خصوصا وأن كلاديوس قتل أبا هاملت فجأة ولم تكل له فرصة للقيام بالاعتراف الأخير قبل موته وتطهير نفسه من الذنوب . قرر هاملت الانتظار ليقتل الملك وهو  غارق في ذنوبه وخطاياه عندما يكون سكرانا أو غاضا أو نائما على فراش الإثم. قام كلاديوس من صلاته قائلا أنه لا يستطيع الصلاة بصدق وإخلاص :" إن كلماتي تصعد إلى أعلى لكن نياتي باقية على الأرض".

المشهد الرابع:

في مخدع ( غيرترود) ينتظر بولونيوس والملكة قدوم هاملت. خطط بولونيوس للتنصت على حوار هاملت مع والدته آملا أن يستطيع أن يقرر ماهية الحالة الغريبة والسلوك الغير اعتيادي لهاملت التي يمر بها بعد سماعه لهذا الحديث. حث بولونيوس الملكة لان تكون قاسية وناقدة لاذعة لهاملت في حديثها بسبب تصرفاته في الآونة الأخيرة وافقت ( غيرترود) على مطلبه واختبا بولونيوس خلف الستار. وصل  هاملت لغرفة أمه سائلا أمه عن سبب طلبها له ردت الام أنه قام بإهانة عمه ( كلاديوس) بتصرفه قاطعها هاملت قائلا بإنها هي التي أهانت أبوه الراحل بزواجها من كلاديوس. تحدث هاملت بلكنة اتهامية  شديدة معلن العزم على جعلها على دراية كاملة بعمق خطيئتها. خافت ( غيرترود) من هاملت ومن لهجنه التهديدية في الكلام   فصرخت طالبة المساعدة. ومن خلف الستارة صرخ بولونيوس بدوره طالبا المساعدة أدرك هاملت بأن شخصا خلف الستار يراقبهما معتقدا أنه كلاديوس فضربه بالسيف من خلف الستار وقتله ليعلم لاحقا أنه قتل بولونيوس وليس كلاديوس. قالت الملكة له انه قام بفعلة قبيحة فظيعة بقتل بولونيوس فرد عليها بأن فعلته لا تقل فظاعة عن قتل ملك والتزوج بأخيه. تعجبت الام من ذكر كلمة ( قتل) غير مصدقة لما يقول معتقدة أنها أساءت سمع الكلمة ولكن هاملت أخبرها بأن ما سمعته صحيح. قام هاملت برفع الستارة واكتشف جسد بولونيوس فعلم أنه لم يقتل الملك ويحقق انتقامه ولكنه قتل بولونيوس البريء. ودع هاملت الرجل العجوز ( بولونيوس)  وداعًا واصفا إياه بأنه "أحمق متسلل.   ثم التفت إلى والدته قائلا بإنه سيعصر قلبها (  ليستخرج ما به من اخلاص لذكرى والده). أرى هاملت أمه صورة لزوجها الملك الراحل وصورة أخرى للملك الحالي ( كلاديوس) مرددا عبارات مقارنة ومديج لوالده الملك المقتول ثم تعجب من أمه متسائلا بغرابة عن سبب قبولها الزواج من رجل فاسد ككلاديوس؟

توسلت الام بهاملت لأن يتوقف الحديث قائلة أنه قد حول عينيها إلى أعماق نفسها فأخذت تبصر بقعا سوداء حالكة لا تود رؤيتها. يواصل هاملت شجبها وشجب كلوديوس ، حتى ظهر فجأة شبح والده أمامه. أخذ هاملت التحدث لشبح أبيه الميت ولكن أمه لم ترى صورة الشبح معتقدة أن أبنها قد جن. قال الشبح بإنه قدم لتذكير هاملت بهدفه الحالي وهو الثأر والانتقام  وإنه لحد الآن لم يقتل كلاديوس وان عليه أن يسارع في الانتقام. كانت (  غيرترود) مندهشة وغير قادرة على رؤية الشبح يبدأ هاملت بوصف الشبح رغم عدم رؤية غيرترود له ثم في لحظة يختفي الشبح. يحاول هاملت يائسا أن يقنع ( غيرترود) بإنه ليس مجنونا ولكنه تظاهر بذلك. حث هاملت أمه على ترك ( كلاديوس) واستعادة ضميرها الحي.كما وطلب منها أن لا تخبر كلاديوس بأن هاملت يتظاهر بالجنون وأنه ليس مجنونا بالحقيقة. الملكة ظلت ترتعش وتهتز بسبب إدانة هاملت لها بهذا الكلام ووافقت على كتمان سره. القى التحية عليهاو قبل أن يخرج أشار لجثة بولونيوس وقال إن هذا الوزير ذهب للجنان حيث الراحة والطمأنينة وهو الذي كان في حياته مثالا للحماقة والثرثرة. في النهاية أخبر غيرترود بأن عليه السفر لإنجلترا مع ( روزنكرانتس) و( غلديشتيرن) والذي قال بأنه سينظر لهما بعين الشك وكأنهما ثعابين سامة لان ولائهما من المفترض أن يكون لكلاديوس وليس له. ثم سحب جثة الوزير الميت ( بولونيوس) وغادر غرفة أمه.

 

الفصل الرابع

المشهد الأول:

بعد الحديث المفعم بالعواطف تخرج غيرترود لتلاقي كلاديوس والذي كان يتحدث لروزنكرانتس وكلدشتيرن طلبت الملكة مغادرة الاثنين حتى تستطيع التحدث للملك بمفردها وبعد مغادرة روزنتكرانتس وعلديشتيرن أخبرت كلاديوس بما دار من حديث بينها وبين ابنها هاملت مخبرة الملك أن هاملت قد جن مثل جنون البحر في عاصفة قوية
كما وأخبرت الملك بأن هاملت قد قتل كلاديوس . تعجب الملك وقال لو أنه هو من اختبأ خلف الستار لربما كان قتيلا الان . ظل كلاديوس يتساءل عن السبيل لتفسير تلك الحادثة للرأي العام فقال لغيرترود بإن عليهما ارسال هاملت لإنجلترا في الحال وكذلك إيجاد تفسير لعقلاء القوم والناس عامة لتصرفات هاملت الأخيرة. نادى الملك روزنكرانتس وغلديشترين مخبرهم بحادثة القتل وطالبا منهم الذهاب لإحضار هاملت. 

 

المشهد الثاني:

في مكان ما في قلعة ( اليسنور) انتهى هاملت للتو من التخلص من جثة بولونيوس قائلا بإن الجثة أصبحت في مكان آمن.

ظهر روزنتكرانتس و غلديشتيرن سائلين إياه ماذا فعل بجثة بولونيوس رفض هاملت اعطاءهم جواب مباشر على سؤالهما بدال ذلك قال لهما: أن الجسد عند الملك ولكن الملك ليس عند الجسد, شاعرا بالاهانة من هذا السؤال اتهم هاملت الاثنين بأنهما أصبحا جاسوسين للملك كلاديوس وشبه روزنكرانتس بالاسفنجة التي تمتص عطايا وخيرات وجوائز الملك محذرا إياه من الملك قائلا بانه اذا أراد ان يأخذ الأشياء التي أعطاها له مرة أخرى فسيقوم بعصره فيصبح جافا مرة أخرى. وفي النهاية ذهب هاملت مع الاثنين لمقابلة كلاديوس.

المشهد الثالث:

يتحدث الملك كلاديوس لمجموعة من الحضور محدثا إياهم عن مقتل الوزير بولونيوس وعن رغبته ارسال هاملت لانجلترا. يأتي روزنكرانتس وغلديشتيرن برفقة هاملت الذي بقي خارجا رفقة بعض الحراس. ضغط كلاديوس على هاملت من أجل ان يخبره عن مكان جثة بولونيوس. رد هاملت عليهم برد ذكي  حيث قال بإن جسد بولونيوس يؤكل بواسطة الديدان وأن الملك بإمكانه أن يرسل أحدا  للبحث عن بولونيوس في الجنة او ان يبحث عنه بنفسه في المكان الآخر (جهنم). أخيرا كشف لهم عن مكان جثة بولونيوس فوق السلم المؤدي إلى البهو. أرسل الملك بعض أفراد الحاشية للبحث عن الجثة . أخبر الملك هاملت أن عليه المغادرة في الحال إلى إنجلترا. وافق هاملت على قرار الملك بإبعاده. خرج هاملت وارسل الملك بعده روزنكرانتس وغلديشتيرن للتأكد من أن هاملت غادرا فورا إلى إنجلترا. بقي الملك لوحدة آملا ان تقوم إنجلترا بتنفيذ الأوامر التي بعثها مع روزنتكرانتس وغلديشتيرن القاضية بقتله هناك.  

المشهد الرابع:

تدور أحداث هذد المشهد في أحد سهول الدنمارك القريبة حيث يصل الأمير الشاب فونتبراس على رأس جيشه عابرا الدنمارك على طريقه لمهاجمة بولندا. أمر فونتبراس اأحد نقباء الجيش للذهاب لملك الدنمارك لطلب الإذن للمرور من خلال أراضي الدنمارك لمهاجمة بولندا.

في طريقه للذهاب بالصدفة التقى النقيب بهاملت وروزنكرانتس و غلديشتيرن اثناء تحضيرهم الذهاب لإنجلترا. أخبرهم النقيب أن الجيش النرويجي ذهب ليقاتل البولنديين. سأل هاملت النقيب عن أسباب هذا المعركة فقال له النقيب بإنهم ذاهبون ليقاتلوا من أجل أرض صغيرة لا فائدة منها سوى اسمها.

  اندهش هاملت  من فكرة أنه يمكن خوض حرب دامية على شيء غير مهم للغاية ، وتعجب هاملت من  البشر فهم قادرون على التصرف بعنف لتحقيق مكاسب قليلة جدًا. وبالمقارنة ، فإن هاملت لديه الكثير ليكسبه من السعي إلى انتقامه الدموي من كلاديوس ، ومع ذلك فهو لا يزال يتأخر ويفشل في التصرف تجاه غرضه. شاعرا بالاشمئزاز من نفسه لفشله في الانتقام من كلوديوس ، يعلن هاملت أنه منذ هذه اللحظة ، ستكون أفكاره دموية من أجل تحقيق أهدافه.

المشهد الخامس:

في هذا المشهد تتناقش ( غيرترود) وهوراشيو حول أوفيليا. الملكة غيرترود لا تود لقاء اوفيليا الثكلى والحزينة على موت أبيها. قال هوراشيو إنه يجب أن تكون الملكة مشفقة على أوفيليا ، موضحا أن حزنها جعلها مضطربة وغير متسقة.  دخلت أوفيليا  مزينة بالزهور وتغني أغاني غريبة وكأنها قد فقدت عقلها وجنت. دخل الملك (كلاديوس) وقد استمع إلى هذيان اوفيليا فكانت تردد عبارات مثل: يقولون أن البومة كانت ابنة خباز. قال كلاديوس بإن حزنها نابع  بسبب ما حصل لآبيها وأن الناس قد شكوا وانزعجوا من موته أيضًا.

كما ذكر ان ( لاريتس) قدم من فرنسا سرا.في هذه الاثناء سمع صوت ضوضاء في مكان ما في القلعة. نادى ( كلاديوس) على حراسه ليدخل أخد الحراس ويخبر ( كلاديوس) أن لاريتس قد أتى برفقة حشد من الناس. كان الحشد ينادى لاريتس ب ( الملك) وهم يتهامسون بالقول بإن لاريتس يجب أن يكون الملك. دخل لاريتس وهو غاضب الى الملك وهو يطلب الثأر لمقتل أبيه. حاول كلاديوس أن يمتص غضبه بالاعتراف صراحة بأن بولونيوس قد قتل وأضافت غيرترود وهي غاضبة بإن الملك ( كلاديوس) بريء من جريمة القتل هذه. تعود اوفيليا من جديد وقد ظهرت عليها علامات الجنون التام. غضب لايرتس مرة أخرى فقال له كلاديوس بإنه ليس مسؤولا عن مقتل أبيه بولونيوس واذا أراد الانتقام لوالده فعليه أن ينتقم من القاتل الحقيقي. اقنع كلاديوس لاريتس بأن يستمع لروايته الأحداث حول مقتل أبيه والتي قال بإنها سوف تجيب عن أسئلة لارتيس حول هوية القاتل. وافق لارتيس على المقترح. أحذ كلاديوس يثني على رغبته في تحقيق العدالة في أعقاب وفاة والده بولونيوس: "أينما تكون الجريمة ، دع الفأس العظيم يسقط"."

المشهد السادس:

في غرفة أخرى في القلعة, يستقبل هوراشيو ملاحين اثنين يحملان معهما رسالة له من هاملت. في الرسالة, يقول هاملت بإن سفينته اختطفت من قبل القراصنة والذين قاموا بإرجاعه للدنمارك. طلب هاملت من هوراشيو بأن ييسر طريقة للقاء هذين الملاحين بالملك كلاديوس والملكة غيرترود لانهما يحملان رسائل لهما أيضا كما قال في الرسالة بإن لديه الكثير من الكلام ليخبره عن روزنكرانتس وغلديشتيرن . أخذ هوراشيو الملاحين للملك وتبعهما من اجل الوصول إلى هاملت والذي يسكن في احد الأرياف بالقرب من القلعة.

المنظر السابع:

في الوقت الذي كان فيه هوراشيو يتحدث للملاحين, كان الملك (كلاديوس) يتناقش حول مقتل بولونيوس مع لايرتس. قال كلاديوس إنه قام بدفن بولونيوس سرا ولم يعاقب هاملت على فعلته لان الجماهير تحبه وكذلك الملكة أمه غيرترود ولكونه ملكا وزوج لم يود أن يحزن الملكة ولا ابنها. دخل رسول من هاملت حاملا رسائلا من هاملت إلى كلاديوس والتي تحوي في فحواها على أن هاملت سيعود للبلد غدا . سر لايرتس لسماع هذا الخبر لأنه اعتقد ان انتقامه من هاملت لن يتأخر طويلا.

قال كلاديوس بإنه مع فكرة الانتقام من هاملت من قبل لايرتس وأنه سيقوم بتشجيع لايرتس لتحقيق هذا الانتقام لأنه اصبح يرى أن تصرفات هاملت تهدد عرشه. أخذ الملك المراوغ في البحث في طريقة للايرتس لينتقم بها بدون أن يظهر أمام العامة أنه يشجع هذا الانتقام. ذكر كلاديوس لايرتس بأن هاملت  كان يغار من مهارات لايرتس في استخدام السيف والقتال خصوصا أن الناس وبالذات أحد المقاتلين المشهورين الفرنسيين راه وهو يقاتل ببراعة اخذ يمتدح أداء لايرتس القتالي في. وتوصل الملك بإن هاملت أذا ما استدرج وجُر نحو مبارزة بينه وبين لايرتس ربما تكون الفرصة مواتية لقتل هاملت. وافق لايرتس على المقترح و أخذ الاثنان بوضع تفاصيل الخطة حيث سيستخدم لايرتس سيفا حادا وسيضع عليه السم حتى أن خدشا بسيطا في جسد هاملت كفيلا بقتله. وضع الملك خطة احتياطية أخرى فإذا نجح هاملت في المبارزة سيقدم كلاديوس له شرابا من النبيذ المسموم كنوع من أنواع الاحتفال بانتصاره. بعد ذلك دخلت الملكة ( غيرترود) حاملة أخبارا حزينة حيث غرفت أوفيليا الحزينة والمكتئبة في النهر. تألم  لايرتس لفقدان أخته خصوصا بعد مرور وقت قصير على وفاة ابيه. خرج بعد ذلك لايرتس من الغرفة. طلب الملك من غيرترود أن تلحق به ويذهبان سوية في أثر لايرتس قائلا لها انه من الصعب تهدئة غضب لايرتس الذي أيقظه خبر موت أوفيليا.  

الفصل الخامس

المشهد الأول:

في فناء الكنيسة يقوم حفاران للقبور بحفر قبر لاوفيليا وكانا يتجادلان حول صحة دفن أوفيليا في فناء الكنيسة لأن وفاتها كانت تبدو على انها انتحار ووفقا للعقيدة الدينية المسيحية لا تدفن حالات الانتحار على طريقة الدفن المسيحية المعتادة. يسأل الحفار الأول والذي يبدو أكثر حدة وذكاء – يسأل الحفار الثاني سؤال وهو: من الذي يبني ما هو أمتن مما يشيده البناء أو صانع السفن أو النجار؟ فأجاب الحفار الثاني إنه صانع المشنقة لأنها تظل باقية بعد ذهاب الآلاف ممن نزلوا بها. صحح الحفار الأول أجابته قائلا بإن الجواب هو صانع القبور لأن المنازل ( القبور) التي يحفرها تبقى إلى يوم الحشر.

يقف ( هاملت) وهوراشيو على مسافة وهما يشاهدان حفارا القبور يؤديان عملهما. ينظر هاملت بعجب الى الجماجم التي يتقاذفانها لافساح المجال للقبور الجديدة ويتكهن هاملت حول المهن التي خدمها أصحاب تلك الجماجم في الحياة. " لما لا تكون تلك جمجمة محام؟ أين تكون مزحاته الآن". ويسأل هاملت حفار القبور عن هوية المتوفي الذي يقوم بحفر قبره الان؟ أخذ حفار القبور يتجادل لفظيا مع هاملت مدعيا إن القبر ملكه لانه يحفره ولا ينتمي لأي رجل أو امرأة لأن المرأة والرجل مخلوقات حية ولا تقبع في القبور في النهاية اقر بإن القبر يعود لأمرأة ستدفن فيه لاحقا ولكنها ميتة الآن. أخبر حفار القبور – والذي لم يكن يعرف بإنه يتحدث للأمير هاملت- بإنه يعمل بهذه المهنة منذ أن هزم الملك هاملت الأمير فونتبراس في المعركة وهو نفس يود ولادة الأمير هاملت. التقط ( هاملت) إحدى الجماجم الملقاة فأخبره حفار القبور بإن هذه الجمجمة تعود لشخص اسمه ( يوريك) وهو مهرج الملك هاملت.

أخبر هاملت ( هوراشيو) بإنه يعرف يوريك وإنه كان يفزع من منظره عندما كان طفلا. أدرك هاملت بإن كل الرجال في نهاية الأمر سيتحولون إلى غبار بعد موتهم حتى الرجال العظماء مثل الاسكندر الأكبر ويولويس قيصر ويتخيل هاملت أن يوليوس قيصر قد تفكك وأصبح الآن جزءا من الغبار المستخدم لإصلاح الجدران.

فجاة تتقدم حشود المشيعين في  جنازة أوفيليا لفناء الكنيسة متضمنة الملك ( كلاديوس) والملكة ( غيرترود)  ولارتيس والعديد من رجال الحاشية المفجوعون بوفاة اوفيليا . تسائل هاملت بينه وبين نفسه عن هوية الشخص الميت ملاحظا أن طقوس الجنازة مشوهة قليلا مما يدل على أن المتوفي قد انتحر.

وبينما يقترب الموكب اختبأ هاملت وهوراشيو في مكان قريب في المقبرة وعندما وضعت جثة أوفيليا على الأرض ادرك هاملت بإن المتوفى  هي أوفيليا. في نفس اللحظة ، غضب لايرتس من الكاهن ، الذي قال إن إعطاء أوفيليا دفنًا مسيحيًا مناسبًا من شأنه أن يدنس الموتى.

قفز لايرتس إلى قبر أوفيليا ليحملها مرة أخرى بين ذراعيه. انفجر هاملت حزينا وغاضبا  على اوفيليا وظهر على موكب المعزين معلنا حبه لاوفيليا وقفز على قبرها وقد تعارك مع لايرتس قائلا: بإنه أحببها حبا لا يستطيع أربعون ألفا من الاخوة بكل ما لديهم من حب أن يبلغوا مقداره. وقائلا أنه كان على استعداد ليقدم من اجلها تضحيات كثيرة لا يحلم بها لايرتس لدرجة أنه على استعداد أن يأكل تمساحا اذا ارادات ذلك ز. قالت غيرترود وكلاديوس بإن هاملت قد جن. ذهب هاملت ولحق  بهوراشيو بينما شجع الملك لايرتس على الصبر والانتظار وأن لا ينسى خطة الانتقام وحثه على تنفيذها.

 

الفصل الخامس

المشهد الثاني:

في اليوم التالي وفي قلعة السينور, قصّ هاملت على هوراشيو كيف أنه خطط لإفشال مخطط كلاديوس القاضي بقتله في انجلترا وكيف انه غير فحوى الرسالة إلى وجوب قتل حاملي الرسالة وهما روزنكرانتس وغلديسترن. أخبر هاملت صديقه هوراشيو بإنه لا يشعر بالتعاطف تجاه هذين الشخصين لأنهما خاناه وعملا من اجل كلاديوس ولكنه شعر بالأسف لشعوره بالعداء  تجاه لايرتس. شعر هاملت بإن حال لايرتس مطابق لحاله في رغبة كلا منها بالانتقام لرغبة والده وكأنه يرى لايرتس انعكاسا لوجه بالمرآة. بعد ذلك يتم قطع محادثة الاثنين بواسطة شخص اسمه أوزرك  وهو رجل بلاط أحمق. يحاول أوزرك تملق هاملت بالموافقة على كل ما يقوله هاملت ، حتى لو كان يناقض نفسه ؛ في غضون ثوان ، يوافق أولاً على أن الجو بارد ، ثم أنه حار. لقد جاء ليخبرهم أن كلاوديوس يريد من هاملت الدخول في قتال ودي مع ليرتس وأن الملك قد راهن مع ليرتس على أن هاملت سيفوز. بعد ذلك أخذ أوزرك بامتداح لايرتس بجمل مطولة ومفصلة لكنها غير مفهومة. بعد ذلك يدخل أحد الأشراف ليسأل هاملت فيما إذا كان مستعدا للمبارزة لان الملك والملكة ينتظرانه. مخالفا نصيحة هوراشيو بعدم القتال, أصر هاملت على المبارزة. يدخل الجميع القاعة لانتظار المبارزة. يطلب هاملت من لايرتس المغفرة قائلا له أن جنونه وليس إرادته قادته لقتل بولونيوس. لايرتس قال بانه لن يسامح هاملت ولكنه قبل مودة هاملت له وسيمضي في المبارزة قدما لأنها بالنسبة له مسألة شرف.

اختار المتنافسان سيوفهم وقال الملك أن هاملت إذا فاز بالضرة الاولى أو الثانية فإنه سيشرب بصحة هاملت ويرمي بجوهرة ثمينة في الكأس ويناوله لهاملت ( الكأس يحتوي على السم). تبدأ المبارزة, يضرب هاملت لايرتس ولكنه لم يشرب من الكأس مأجلا شرب المشروب لما بعد الضربة الثانية وبعد الضربة الثانية وفرحا بانتصار ابنها تقدمت الملكة غيرترود وشربت من الكأس المسمومة. نهى كلاديوس الملكة عن الشرب من الكأس ولكنه تأخر في ذلك. يتمكن لايرتس من جرح هاملت بسيفه ويقول أن ما فعله هو ضد ضميره ولكنهما اكملا النزال وسجل لايرتس ضربة ضد هاملت. قرر الاثنان تبادل السيوف وتمكن هاملت من جرح لايرتس بنفس سيف لايرتس. أدركت الملكة أن الكأس كانت مسمومة هي تنادي على هاملت ثم فارقت الحياة. لايرتس أيضا اعترف لهاملت بأنه قتل بسيفه المسموم وإن الملك هو المسؤول عن وضع السم على السيف وفي الكأس. يجبر هاملت كلاديوس على شرب ما تبقى في الكأس المسمومة وهو غاضب وموجها السيف المسمومة باتجاه كلاديوس. مات كلاديوس وهو صارخا طالبا للمساعدة. طلب هاملت المغفرة من لايرتس. غفر لايرتس لهاملت ومات.

ثم تسمع اصوات صدى وطلقات عسكرية في القاعة. يأتي أوزروك ليعلن أن فورنتبراس جاء من طريق عزوه لبولندا . يخبر هاملت صديقه هوراشيو مرة أخرى انه يحتضر ويطلب من هوراشيو ألا ينتحر بعد موته بل البقاء على قيد الحياة ورواية قصته كاملة  ثم يعلن هاملت امنيته بان يصبح فونتبراس ملكة على الدنمارك ثم يموت.

يتقدم فورنتباس القاعة برفقة السفراء الانجليز الذي اعلنا مقتل روزنكرانتس وغلدينستيرن . هوراشيو قال أنه سيقص جميع تغاصيل القصة التي أدت إلى هذه النهاية المروعة. يأمر فونتبراس الجنود أن يحملوا هاملت كجندي. 

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

موسم الهجرة إلى الشمال/ الطيب صالح

موسم الهجرة إلى الشمال
الطيب صالح
الفصل الأول:
بعد سبع سنوات قضاها لغرض  الدراسة في أوروبا,  يعود  الراوي – مجهول الاسم – إلى قريته ( ود حامد) الواقعة قرب نهر النيل في السودان وذلك بعد أن أصبح مستوعبا لعادات واجواء الشعب البريطاني. لم يشعر الراوي بالراحة في بادئ وصوله القرية ولكن سماعه لأصوات الحمام وصوت الريح وهي تداعب اشجار النخيل جعلته يشعر بالهدوء والدفءوبعد يوم من عودته لقريته وعندما كان يتناول الشاي مع والديه, تذكر الراوي رجلا في متوسط العمر لم يألف وجهه من قبل كان يقف بين الجموع المستقبلة صامتا وعند سؤال الراوي لوالده عن هوية هذا الشخص , رد الوالد بأنه ( مصطفى سعيد) وهو غريب انتقل للعيش في ( ود حامد) قبل خمس سنوات وقد اشترى ( مصطفى) مزرعة وتزوج ابنة محمود ولكنه ظل منعزلا ولا أحد يعرف عنه الكثير.
وقد تذكر الراوي انه رأى ( مصطفى) بين الحشود التي  دفعها الفضول لسؤال الراوي القادم من بلاد الغرب اسئلة عديدة عن انجلترا, كانوا يريدون معرفة الطقس هناك وكيف يحصل الناس على المال, وهل الاوروبيون لهم سلوكيات غير اخلاقية ام لا. أجاب الراوي عن اسئلتهم بقوله أن الأوروبيين مثلهم مثل القرويين في كل مجالات الحياة فهم ينجبون ويحبون ويعملون ولديهم اهداف, وكان الراوي يرغب في أن يشرح أكثر للقرويين عن صفات الاوربيين ولكنه لم يفعل ظنا منه ان القرويين ليس أذكياء بشكل كافٍ ليفهموا قصده.
وعلى طول الجموع كان صمت ( مصطفى) وابتسامته الغامضة مصدرا استفزاز واثارة اعصاب الراوي. بعد ذلك نسى الراوي أمر(مصطفى) لينشغل في زيارة كل عائلة في القرية لتهنئتها بأخبارها السارة او تعزيتها في حال فقدان احد افرادها اثناء سفره وقد زار الراوي أيضا شجرة الطلح على ضفاف النيل التي كان يؤوي إليها في طفولته.
ويذكر الراوي في سطور الفصل الاول بأنه شهد التحول من استخدام السواقي إلى استخدام مضخات المياه التي غيرت شكل النهر حيث كانت ضفة النهر تتقهقر من مكان ويتقهقر من أمامها الماء في مكان آخر.
بعد ذلك توجه الراوي إلى جده العارف بأحساب وأنساب الناس في القرية وما جاورها. سأل الراوي جده عن ( مصطفى سعيد) ولكن ما كان الجد يعرفه هو أن ( مصطفى) رجل من الخرطوم تزوج من ابنة محمود ( حسنة) بعد سنة من قدومه للقرية. وقد دمدم الجد بأن قبيلة محمود لا تهتم لمن تزوج بناتها ولكنه استدرك قائلا بأن مصطفى رجل طيب.
بعد ذلك بيومين زار ( مصطفى) الراوي في بيته محضرا معه بعض الفواكه من مزرعته شارحا سبب زيارته في رغبته التعرف على شخصية الراوي. وقد لاحظ الراوي مبالغة ( مصطفى) في الأدب وحسن التحدث والتعامل وهو أمر غير مألف في ثقافة القرية. وفي أثناء محادثتهما بيّن الراوي لمصطفى أنه – اي الراوي- حصل على شهادة الدكتوراه في الشعر الإنجليزي, ولكن الراوي أحس بالإهانة عندما عقّب ( مصطفى) على كلامه قائلا: " نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر" وأنه كان يجب أن يدرس مجالا أكثر عملية يساعد على تطوير القرية كمجال الهندسة أو الزراعة. غيّر الراوي الموضوع سائلا ( مصطفى) عن أصوله في الخرطوم, لم يشعر ( مصطفى) بالارتياح لتساؤل الراوي ولكنه أجاب بأنه كان يعمل بالتجارة في الخرطوم ولكنه أراد تجربة العمل في المجال الزراعي فانتقل للعيش في قرية ( ود حامد) بعد أن مر القطار من هذه  القرية التي اعجبته هيئتها فقرر الاستقرار بها. فجأة غادر ( مصطفى) مخبرا الراوي بدون اي شرح : " جدك يعرف السر".
سأل الراوي ( محجوب) واصدقائه الآخرين عن ( مصطفى) ولكنه لم يظفر بشيء جديد عنه. وبعد شهرين دعا ( محجوب) الراوي لاجتماع لجنة  المشروع الزراعي المعنية بتنظيم الزراعة والري في القرية, وكان ( مصطفى) عضوا في اللجنة وهو دائما ما يظهر كاريزما خاصة عندما يقوم بحل الخلافات التي تنشأ بين القرويين بسبب قيام بعض القرويين بفتح المياه على محاصيلهم لفترة اطول من الآخرين وهو أمر غيرمسموح فيه. وبعد ذلك بفترة دعا ( محجوب) الراوي لجلسة شراب في بيته وعندما مر (مصطفى) من بينهم بالصدفة أجبره ( محجوب) للجلوس وتناول الشراب مع بقية المدعوين على الجلسة على الرغم من أن مصطفى لم يرغب في ذلك. وفي نهاية المطاف جلس (مصطفى) وتناول الشراب كاسا بعد آخر, وبعد سكره بدأ ( مصطفى) بإلقاء أبيات من قصيدة تعود للحرب العالمية الثانية , أعجب وهلع الراوي في آن واحد من الإنجليزية المتقنة التي تحدث بها ( مصطفى) واراد أن يعرف منه أين تعلمها, خرج ( مصطفى) من المجلس بدون أن ينطق بأية كلمة. وفي اليوم التالي واجه الراوي ( مصطفى) بقضية إلقاءه الشعر الإنجليزي متهما إياه بإخفاء أمر ما بخصوص هويته.  لم يبالي ( مصطفى) بالحادثة قائلا بأن ما قاله من شعر هو مثل  خترفة النائم او هذيان المحموم طالبا من الراوي أن لا يهتم لما سمع.
وفي اليوم التالي, ذهب ( مصطفى) إلى الراوي قائلا بأنه هنالك أمرا ما يجب أن يخبره به وأن عليه – أي الراوي- أن يزور منزله في وقت لاحق. دفع الفضول الراوي للذهاب إلى بيت ( مصطفى), الذي استقبله قائلا بانه سيخبره الحقيقة عن هويته حتى لا يجمح خياله وحتى لا يخبر بقية القرويين شكوكه فيما يخص ( مصطفى) وبعد أن أقسم الراوي بأن لا يخبر أحدا بما سيسمعه, قام ( مصطفى) بإخراج شهادة ميلاده وجواز سفره المليء بأختام دول أوروبية وآسيوية عديدة وبعدها بدأ ( مصطفى) بالرجوع بالذاكرة وتذكّر ماضي حياته.

الفصل الثاني:
في هذا الفصل بدأ ( مصطفى سعيد) بإخبار الراوي قصة حياته. ( مصطفى) هو الابن الوحيد لتاجر جِمال من الخرطوم توفي قبل ولادة ( مصطفى). ترعرع ( مصطفى) وحيدا برفقة والدته والتي كان يحسها بعيدة عنه ولكن علاقتهما كانت ودية وكان ( مصطفى) أكثراستقلالية وأقل عاطفية من باقي الأطفال في سنه. وفي ذلك الوقت ( بداية القرن العشرين) كان العديد من السودانيين خائفين من الجهد الذي يبذله البريطانيون لبناء المدارس لأهل البلد فكانوا يخفون أطفالهم من رجال الحكومة الذي كانوا يجوبون البلاد لإقناع الاهالي بإخراط اولادهم في المدارس ولكن ( مصطفى) تطوع للذهاب إلى المدرسة بعد ان رأى موظفا في الحكومة يرتدي قبعة جميلة اعجبته فأحب أن يصبح موظفا في الحكومة كي يستطيع ارتداء واحدة مثلها. وعدّ ( مصطفى) هذه الحادثة  بأنها مهمة لأنها أول قرار اتخذه بمحض ارادته. وبمساعدة ذاكرته القوية وموهبته في حل المشاكل سرعان ما اصبح ( مصطفى) الطالب الأنجب في مدرسته محتقرا صداقة باقي أقرانه بسبب الاختلافات الذهنية بينهم. وشبه ( مصطفى) نفسه بمدية حادة, وعندما بلغ من العمر اثنا عشر عاما, رتب ( مستر ستووك ويل) ل ( مصطفى) الذهاب لثانوية في القاهرة لإكمال دراسته حيث لم يكمل في السودان في ذلك الوقت مثل هكذا مدارس غير أن ( مصطفى) لم يشعر بأي امتنان نحو هذا الرجل. وبعد وداع بلا عواطف لأمه توجه ( مصطفى ) للقاهرة.
في القاهرة, اسُتقبل (مصطفى) من قبل( مسر روبنسون)  , وهو  مدير المدرسة التي سيلتحق بها ( مصطفى)  في محطة القطار برفقة زوجته ( مسز روبنسون). ويذكر ( مصطفى) أنه اثير جنسيا عندما طوقته ( مسز روبنسون) بذراعيها أثناء تحيته, وذكر ( مصطفى) أيضا أنها كانت صديقته الوحيدة عندما اعتقل بجرم القتل عندما أصبح يافعا. وفي السنوات الثلاث اللاحقة أخذ ( مستر روبنسون) - والذي يتحدث اللغة العربية والمهتم بالحضارة الإسلامية – أخذ (مصطفى) لرؤية الأماكن الثقافية المهمة حول القاهرة أما ( مسز روبنسون) فقد ثقفته وقدم إليه كتاّب الغرب ومؤلفيه.
 وبعد أن بلغ الخامسة عشر , قُبل ( مصطفى) في جامعة لندن فحزم أمتعته للسفر إلى هناك وذكر ( مصطفى) أن حياته في القاهرة لم تكن واضحة وأنه توجه إلى لندن لاكتشاف آفاق جديدة غير معلومة. وبعد وصله انجلترا  اكتشف ( مصطفى) أنها تفتقد ضوضاء وضجيج القاهرة وأنها مدينة مرتبة اكواخها وقنوات مياهها والناس هادئون وظرفاء. وعاد ( مصطفى) بالذاكرة إلى الامام حين تذكر أول لقاءه ب ( جين موريس) في حفلة بعد عشر سنين من وصوله لإنجلترا. كان ( مصطفى) ثملا ولكن جذبته ( جين) بسبب غرورها العالي وجمالها عندما دخلت الغرفة التي يجمع فيها عشيقاته.وفي هذا الوقت غمر ( مصطفى) نفسه في المشهد اللندني الأدبي والسياسي واصبحت هوايته هو إغراء وتصيد النساء. وفي المرة الثانية التي رأى بها ( مصطفى) جين قالت له جين بأنه يملك أقبح وجه رأته على الإطلاق فقرر ( مصطفى) أن يجعلها تدفع ثمن ما قالت. وفي صباح اليوم التالي: استيقظ ( مصطفى) وإلى جواره تنام عشيقته الحالية ( آن هنمد) وهي فتاة مميزة تبلغ من العمر عشرين عاما وتدرس الدراسات الشرقية في جامعة أكسفورد. وقال ( مصطفى) أثناء سرده لعلاقته بها بانه أدخلها فراشه وأفقدها عذريتها محولا إياها لعاهرة في فراشه وأنها انتحرت باستنشاقها الغاز تاركة قصاصة ورق كتب عليها: ( مستر سعيد, لعنة الله عليك).
وعاد بالذاكرة مرة أخرى إلى الامام وتذكر مشهد محاكمته حين اتهم بقتل ( جين موريس) كما اتهم بالتسبب بانتحار ( آن هنمد) , ( شيلا غرين وود) و (  إيزابيلا سيمور). وكان محامي ( مصطفى) استاذه السابقة ( ماكس ويل فوستر كين) الذي قال بأن ( مصطفى) وجميع تلك الفتيات هم ضحايا لصراع الحضارات وأن ( مصطفى) غير الملام على موت الفتيات لأن الحضارة الغربية أقل تحضرا مما يجب أن تكون عليه. ومن خلال سطور الفصل نعلم بأن ( مصطفى) أصبح محاضرا في الاقتصاد في جامعة لندن عندما كان يبلغ الرابعة والعشرين وأصبح مشهورا في دعوته لتحقيق الإنسانية في شؤون الاقتصاد.
عاد ( مصطفى) مرة ثانية إلى علاقته ب ( جين موريس), فبعد مطاردته لها بلا هوادة , طلبت ( جين) أخيرا من ( مصطفى) أن يتزوجها لأنها سئمت من مطاردته لها ولم تعد تحتمل هذا الامر.  وكان زواجهما عاطفيا وصاخبا, وبالنسبة ( لمصطفى) الجنس مع ( جين) هو عمل من الأعمال العدوانية . ثم انحرف الحديث حين تذكر عشيقته السابقة ( شيلا غرين وود) وهي نادلة في مطعم ( سوهو) وهي فتاة بسيطة كانت عذراء حين التقاها واقدمت على الانتحار فيما بعد.
وتذكر ( مصطفى) أيضا رؤيته لأمراة جميلة ناضجة واسمها ( إيزابيلا سيمور) في زاوية في حديقة الهايد بارك وعند رؤيته لها تذكر ( مسز روبنسون) . دعاها (مصطفى) للقائه على شاطئ البحر حيث قبلت دعوته . وحتى يلفت انتباهها أخذ يلفق لها قصصا عن " صحراء ذهبية الرمال وأدغال تتصايح فيها حيوانات لا وجود لها". وأثناء تسامرهما, سالته ( إيزابيلا) عن عرقه حيث أجابها: : أنا مثل عطيل عربي افريقي" اما  بشأن أسمه فقد كذب قائلا بأنه يدعى ( أمين حسن).
واوضح ( مصطفى) للراوي أن سر الحياة السعيدة يكمن في بساطة العيش وهو ذات السر الذي يعرفه جد الراوي. ولكن مصطفى مدان بطموحه لعيش حياة معقدة وملتوية, وعاد ( مصطفى ) للحديث عن ( ايزابيلا سيمور) قائلا أنها قاومت اغراءه في بادئ الأمر ولكن وبعد أن مارست الجنس معه أخبرت بأنها تحبه ثم انفجرت باكية.
الفصل الثالث:
في هذا الفصل تعود الرواية لتروى من وجهة نظر الراوي ( الطيب صالح). يخبرنا الراوي أنه وفي شهر تموز يوليو وبعد فترة زمنية غير محددة من إخبار ( مصطفى سعيد) له بقصة حياته , اختفى ( مصطفى) اثناء قيامه ببعض اعمال الحقل اثناء إحدى فيضانات نهر النيل. وكانت زوجة ( مصطفى) منذهلة وشديدة الاضطراب بينما قام باقي القرويون بالبحث عنه بشكل مكثف على شاطئ النهر ولكنهم لم يعثروا على جسد ( مصطفى) فتوقع الجميع بأن التماسيح قد أكلته وفي أثناء حصول هذه الحادثة كان الراوي في العاصمة الخرطوم وقد سمع لاحقا من والده بخبرموت ( مصطفى).
عاد الراوي بالذاكرة إلى الليلة التي بدأ فيها مصطفى بالتحدث عن قصة حياته , وبعد انتهاء الليلة اخذ الراوي يطرح عدة تساؤلات واستفهامات عن قريته ( ود حامد) واثناء مشيه في القرية مر من جانب بيت ( ود الريس) وسمع صوت زوجته وهي تصرخ من لذة الجنس فشعر الراوي بالخجل لانه اطلع على امرا خاصا لا يحق له الاطلاع عليه.وذكر الراوي انه ورغم معرفته للقرية معرفة وثيقة الا انه لم يسبق ان رآها في هذا الوقت المتأخر من الليل ومر من جنب منزل جده وسمع صوت جده وهو يتحضر لصلاة الفجر وبعد ما شوشت قصة (مصطفى) تفكيره احس الراوي بالراحة بعد سماعه لجده وهو يقيم صلاته ويقرأ أوراده وأدعيته.
وهنا يبدأ الراوي بسرد بعض الاختلافات بينه وبين (مصطفى سعيد) وعلى الرغم من أن الراوي قد عاشر نساءا انجليزيات وعاش في المجتمع الانجليزي إلا انه – كما يذكر-عاش معهم على السطح لا يحبهم ولا يكرههم.. وخلال فترة عيشه في انجلترا كان ملازما لبيته يستذكر ذكرياته في قريته العزيزة ( ود حامد) وكل شيء حوله كان يذكره بها.. واكد الراوي على ايمانه بإن الاوربيين في الأساس يشابهون الأفارقة وبعد مغادرة البريطانيين للسودان سيعيش السودانيون حياتهم بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن.
  وبعد سنتين من وفاة (مصطفى) تحصل الراوي على وظيفة في وزارة المعارف ( التعليم) في الخرطوم ولكنه ظل مشغول البال بمصطفى للسنين الخمسة وعشرين اللاحقة. وفي احد الايام كان الراوي راكبا القطار متوجها لإحدى المدن فالتقى بمأمورمتقاعد كان قد درس في المدرسة مع العديد من رجال الدولة المعروفين واثناء حديثه عن ذكريات المدرسة ذكر المأمور أن مصطفى كان احد المهمين الذي درس معهم حيث كان الطالب الأنجب وكان يُعرف بابن الانجليز المدلل. وكان المأمور وباقي اقرانه في الصف غيورين جدا من موهبة مصطفى في اللغة الانجليزية. واستطرد المأمور في الحديث ليذكر للراوي تفاصبلا عن وظيفته كمحاسب في ولاية الفاشر قبل أن يصبح مأمورا. وبعد لقاء الراوي للمأمور باقل من شهر حضر الراوي حفلة مع رجال الحكومة واثناء احدى النقاشات عن الزواج المختلط بين السودانيين والنساء الانجليزيات ذكر احد المحاضرين الشبان (مصطفى سعيد) حيث تحدث المحاضر عن احداث مختلفة تماما عن حياة مصطفى قائلا انه حصل على الجنسية البريطانية وكان احد ابرز مناصري الامبريالية البريطانية وربما وكيل سري في منطقة الشرق الأوسط وأنه عمل كسكرتير في البحرية البريطانية عام 1936 وهو الان مليونير يعيش مثل اللوردات في الريف البريطاني. رد الراوي بهدوء بإعطاءه قائمة جرد بتركة مصطفى المتواضعة بعد موته ( لا تعد كونها ابلا وحيوانات) أما المحاضر فقد اندهش من رد الراوي سائلا ما إذا كان الراوي ابن مصطفى .. بعدها صحح المحاضر ما قاله كونه يعلم من المستحيل أن يكون الراوي هو ابن مصطفى قائلا وهو يضحك : طبعا انت لست ابن مصطفى ولا قريبه وانت لم تسمع به من قبل في حياتك انني نسيت انكم معشر الشعراء لكم سرحات وشطحات. ونعلم من خلال سطور هذا الفصل بأن الراوي اصبح وصيا على ابني مصطفى. ثم تدخل شخص آخر في الحوار يدعى ( ريتشارد) قائلا بأن (مصطفى) كان خبيرا اقتصاديا مشكوكا بأمره وقد كسب سمعة تقوم على اعتماده على العموميات اكثر من الحقائق كما وأنه يتنصل من الاحصاءات كما واضاف (ريتشارد) ان مصطفى كان معروفا لدى الجناح اليساري لللبويهميين واضاف الرجل الانجليزي ان (مصطفى) لو تجنب اليساريين وواصل العمل الأكاديمي لقام بفعل عظيم لبلده السودان الذي لازالت تحكمه الخرافات كما قال. اما الراوي فيقول بينه وبين نفسه بأن خرافات السودانيين واحصاءيات هذا الرجل الانجليزي ماهي إلا فروع مختلفة من عقيدة واحدة وان الاستعمار البريطاني كان مشهد ميلوردامي سيتحول مع مرور الزمن إلى خرافة عظمى.   
        
الفصل الرابع:
في هذا الفصل يقول الكاتب انه ورغم نقاشه الطويل عن شخصية ( مصطفى سعيد) إلا أنه غير مهووس بشخصيته. قارن الكاتب الحياة واستمراريتها بقافلة جمال سائرة حيث لن يوقف الناس أعمالهم ليسهبوا الحديث عن الموت والموتى. وعلى الرغم من أن الكاتب أصبح يعمل في الخرطوم إلا أنه أصبح يقضي سنتين من السنة في قرية ( ود حامد).وفي إحدى هذه الزيارات للقرية لاحظ الكاتب مدى التغير الذي طرأ على القرية حيث رأى مستشفيات لازالت قيد البناء من قبل الحكومة ثم اهملت. كما ورأى  الكاتب مجموعة من الفلاحين تهتف بشعارات مؤيدة الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي. هنا أبدى الكاتب شكوكا حول  ما اذا كانت هذه التغيرات يمكن لها أن تغير الحياة اليومية للفلاحين.
عاد الكاتب للتفكير مجددا ب ( مصطفى  سعيد) الذي ترك للكاتب رسالة مجهولة التاريخ قبل وفاته.ويرد  في الرسالة أنه ترك زوجة وأبنين اثنين وكل متاع الدنيا للكاتب لكي يرعاها. ونصت الرسالة على أن زوجة  مصطفى (حسنة) لها حرية التصرف في المال والممتلكات التي تركها قبل موته وطلب من الكاتب أن يكون ناصحا لأبنائه الاثنين كما وطلب من الكاتب أن يجنب أولاده مشقة السفر.كما و ترك للكاتب مفاتيح غرفته الخاصة حيث توجد هناك مذكراته ذاكرا أنه بالرغم من أن حياته ليس فيها حكمة أو درسا يستفاد إلا انه اعطى مطلق الحرية للكاتب لاشباع رغبة فضوله في التعرف على اسرار مصطفى.
وظل الكاتب يرى ان مصطفى مات انتحارا والرسالة التي تركها تدعم هذه النظرية.
وفي هذا الموضع نرى أن مصطفى كان يأمل الحصول على حكما بالاعدام بعد محاكمته في قضية قتل ( جين موريس) لأنه كان يرغب في الانتحار بعد قتلها ولكنه لم يمتلك الشجاعة لفعل لذلك. وذكر مصطفى ايضا في رسالته ان والد (آن هاموند) احد اعضاء لجنة المحلفين صوت لصالح سجن مصطفى7 سنوات فقط بدل امن الاعدام لانه كان يرى ان( آن  ) قتلت نفسها لأسباب قد تكون ليست لها علاقة بمصطقى فهو لايستطيع الجزم فيما اذا كان انتحارها بسبب ازمة روحية أوبسبب خداع مصطفى لها حين وعدها بالزواج ثم عدل عن وعده.
في نهاية الفصل يكمل الكاتب التأمل في تناقضات الطبيعة من حوله والتي بالنهاية ساهمت في موت مصطفى سواء كان قاصدا الموت أم لم يقصده. ولاحظ الكاتب أن النيل يتدفق من الجنوب إلى الشمال بلا توقف.
  الفصل الخامس:
ذهب الراوي لزيارة جده الذي كان يشرب الخمر مع ( ود الريس) و ( بكري) و ( بنت مجذوب). وعند دخوله لمنزل جده أدرك الراوي بأن جده جزء من عالم الطبيعة وأن مصير الجد والبيت الذي يقطنه مرهونان ومرتبطان بتقلبات الطبيعة حيث كلاهما اصله من الطين الذي يعود لعالم الطبيعة. كان ( ود الرئيس) يروي بعضا من مغامرته الجنسية مع فتاة زنا بها عندما وصل الراوي. وكانت تجلس هناك ( بنت مجذوب) وهي امرأة كبيرة في السن تدخن السجائر وتتحدث عن الجنس مع الرجال بدون تحرج. تسخر ( بنت مجذوب ) من كلام  (ود الريس ) وتتحدث بدورها عن مدى استمتاعها بممارسة الجنس مع (ود البشير) وهو أحد الرجال الثمانية التي تزوجت بهم في حياتها.
يتضح من خلال قراءة الفصل أن (بنت مجذوب) امرأة غنية بفضل التركات التي حصلت عليها من ازواجها المتوفين وكانت تتصف بعدم تحرجها  في الحديث بالمواضيع الجنسية. أما ( ود الريس) فكان رجلا في السبعين من عمره ولكنه وسيما وشهوانيا طامحا للزواج من امرأة أخرى.
وعلى الرغم  من ان رجال قرية ( ود حامد) يكتفون بالزواج بواحدة , كانت باقي قرى الارياف السودانية الاخرى يتزوج رجالها بأكثر من امرأة. سخر ( ود الريس) من الراوي وقال انه مارس الجنس مع امرأة نصرانية ولكن الراوي اختصر الرد بأنه لايعلم عن ماذا يتحدث عنه ( ود الريس).
اصرت  (بنت مجذوب ) على ان بنات القرية افضل من النساء الاجنبيات في ممارسة الجنس لانهن يرن ان الجنس هو الشي الوحيد الذي يفرح الرجال لذلك فهن يبذلن كثيرا من الجهد في هذا الامر كما وأنهن مختنات. عارض ( ود الريس ) هذا الكلام بشدة قائلا ان النساء الاجنبيات يشعرن بالمتعة اكثر وهن يمارسن الجنس. ويكمل  ( ود الريس ) ان المسلمين في اماكن اخرى لا يختنون بناتهم وهو متدينين مثلهم مثل الناس في قرية ود حامد. اما  ( بكري) فقال ان النساء هن نساء في اي مكا نفي العالم سواء مختنات او غير مختنات.
اكمل الرجال وبنت مجذوب حديثهم الساخر وضحكاتهم ثم طلبوا من الله الغفران.
دعا (ود الريس) الراوي إلى الغداء وبعد مغادرته كشف جد الراوي بأن ( ود الريس) دعاه للغداء لانه يخطط  للزواج من أرملة ( مصطفى سعيد ) ويريد خطبتها منه لأن الراوي  وكيلها بعد وفاة  (مصطفى) ووكيل الاولاد وطبيعي انه سيسعد في إقناع (حسنة) بالزواج من (ود الريس) ولكن الراوي رفض هذا الامر قائلا بأنه وصي على الأولاد فقط لا على الزوجة فهي حرة تستطيع القيام بما تريد لكن الجد اخبر الراوي انه قادر على اقناعها واذا تحدث اليها فسوف تقبل ان تكون زوجة ل (ود الريس ).
ورغم أن مثل هكذا أمور شائعة في القرية إلا أن الراوي غضب كثيرا لمقترح الزواج هذا لانه يعتقد بأن ( ود اليس) سيكون زوجا قاسيا وفظا مع ( حسنة)  خصوصا وأنه يكبرها بأربعين عاما.
وختم الراوي قائلا بأن هذا الزواج في لا أخلاقيته يعادل القسوة والفظاظة التي مارسها ( مصطفى) ضد عشيقاته الانجليزيات.
الفصل السادس:
ذهب الراوي ليزور ( حسنة ) أرملة مصطفى وأولادها الاثنين وكان الراوي قد قرر زيارة ( حسنة) في كل الاحوال بعد علمه بأن موعد ختان الولدين قد اقترب فذهب للاطمئنان على حالتهم العامة.ذهب الولدان إلى مدرستهما أدرك الراوي بإن (حسنة) جميلة جدا قائلا: هذا هو القربان الذي يريد (ودالريس) أن يذبحه على حافة القبر ويرشي به الموت فيمهله عاما أو عامين.
دخل الراوي بحوار طويل مع ( حسنة) مستمتعا بكلامها ولكنها لم تقبل بالزواج من (ود  الريس).
بعدها سأل الراوي حسنة  فيما اذا كانت تحب ( مصطفى ). ترددت في الجواب وردت بعطف قائلة انه كان زوجا وأبا كريما.. يتضح هنا انها لم تكن تعرف شيئا عن ماضيه ولكنها كانت تشك في أمره حيث أخبرت الراوي بأنه كان يرطن بكلمات اجنبية غريبة أثناء نومه.
تذكرت ( حسنة ) بأن مصطفى رتب جميع أموره قبل اسبوع واحد من وفاته وكأنه كان يعرف بقرب أجله.
وهي تؤمن ان اي سؤال عن ماضي  (مصطفى ) يمكن ايجاد اجابته في غرفة ( مصطفى) الخاصة ولكنها لا تمتلك المفاتيح.
بدأت حسنة في البكاء وكان يريد الراوي احتضانها ولكنه لم يفعل. اخبر الراوي ( حسنة ) انها لازالت صغيرة ويجب ان تواصل حياتها وانها تستطيع القبول بأحد الخاطبين الاخرين.
ردت ( حسنة) بأنها لن تتزوج مرة اخرى وكشف الراوي ل( حسنة) أن ( ود الريس) تقدم لخطبتها حينها ردت  حسنة: إذا أجبروني على الزواج سأقتله وأقتل نفسي.
في اليوم التالي سأل ( ود الريس ) الراوي عن لقاءه ب (حسنة ) والنتائج التي تمخضت عن اللقاء فأخبرالراوي ( ود الريس ) بأن ( حسنة ) لا تريد الزواج بأي شخص وأن عليه نسيان موضوع الزواج.
امتلأت عينا  ( ود الريس) بالدموع وبدى ضائقا قليلا: سوف تتزوجني شاءت ام ابت وان عليها ان تشكر الله لانها وجدت زوجا تتزوجه مثلي.
فأخبرالراوي ان هنالك الكثير من النساء في القرية يستطيع الزواج من إحداهن كما واخبره بأن ( حسنة) رفضت الكثير من الخاطبين السابقين وان عليه ان لايأخد الموضوع بشكل شخصي.اصبح  (ود الريس) غاضبا جدا على الراوي لانه لم يجبر ( حسنة) على الزواج به قائلا بأنه سيتزوجها بدون موافقة الراوي على اعتبار ان اباها واخاها موافقان اصلا على زواجها به.
ذهب الراوي لصديقه القديم ( محجوب) ليستسقي منه النصيحة في شان زواج (حسنة )من (ود الريس). وصف ( محجوب)  (ود الريس) بالرجل المخرف الذي لا يعي ما يقول وان سيترك فكرة الزواج بعد وقت قصير وحتى لو اصر على الفكرة فإن الراوي لايستطيع فعل أي شي لان والد ( حسنة ) واخاها قد وافقا على هذا الزواج مسبقا.
أصيب الراوي بالحزن لسماعه هذا الكلام لانه يؤمن بأن المراة من حقها ان تتخذ القرارات في الامور التي تخصها فاجاب ( محجوب)  الراوي بأن العالم لم يتغير بالقدر الذي اعتقده الراوي وان الرجال لازالوا يتحكمون بمصائرالنساء على الاقل في قرية  ( ود حامد).
وتحول موضوع الحديث إلى ( مصطفى سعيد ) على الرغم من ان  ( محجوب ) لم يحب ( مصطفى ) في بادئ الأمر لكنه كان معجبا باتقانه لعمله في لجنةالمشروع الزراعي حيث  كان يتولى الحسابات وهو الذي اشار باستغلال أرباح المشروع لبناء طواحين الدقيق وفتح الدكاكين التعاونية بحيث اصبحت اسعار السلع مناسبة.
استمر الراوي بسؤال ( محجوب ) عن ( مصطفى )  و( محجوب) بدوره يتساءل عن سبب اهتمام الراوي ب (مصطفى ) كثيرا كما وانه استغرب ان يجعل ( مصطفى ) الراوي وصيا عل زوجته واولاده وهويسكن في الخرطوم معظم ايام السنة.
وقبل ان يغادر الراوي عاد الراوي و( محجوب ) للحديث عن موضوع ( ود الريس) حيث قال محجوب بإن ( ود الريس) سينسى موضوع الزواج ويتجه نحو امر اخر . كذلك اقترح ( محجوب ) على الراوي الزواج ب (حسنة)  لانه هو الوصي عليها وعلى الاولاد لكن الراوي شعر قليلا بالاستياء من هذا الاقتراح واصفا (محجوب) بالمجنون وعند مغادرته المكان تأكد الراوي بأنه يحب ( حسنة)  قائلا:انا مثله – اي مثل مصطفى- ومثل  د الريس وملايين اخرين لست معصوما من جرثومة العدوى التي يتنزى بها جسم الكون
( يقصد الانجذاب الجنسي نحو حسنة)
الفصل السابع:
بعد الانتهاء من مراسم ختان ولدي مصطفى قرر الراوي التوجه إلى الخرطوم عن طريق البر رغم انه في العادة يقوم بالعودة إليها عن طريق البحر بالركوب في الباخرة التي تمخر عباب النيل. كان الجو حارا جدا وقت المرور بالصحراء والشمس ملتهبة وكان السائق يصعد وينزل بسيارته قرب جرف النهر. أعاد الراوي التفكير بالأحداث التي عايشها اناء زيارته لقرية ( ود حامد) مستذكرا بعض الحوارات التي حدثت بينه وبين اهالي واقرباءه في ( ود حامد).    
اخذ الراوي يفكر في مراسيم ختان الولدين عندما شرب هو و (محجوب) الخمر وعندما ذهب لغرفة ( مصطفى ) الخاصة ولكنهما اصبحا تحت تاثير الخمر قبل ان يتمكنا دخول الغرفة. ثم تخيل لقاءات مصطفى الجنسية مع ( ايزابيلا سيمور) تخيل الراوي أن إيزابيلا عبدت مصطفى وكأنه إله وثنيتها الاسود. وهذا يتعارض مع دينها، والذي هو السبب الحقيقي أنها قتلت نفسها.
وظل الراوي مستمرا في مسيره الطويل حيث برز لهما في وسط الصحراء بدويا جاء يهرول نحوهما طالبا منهما سيجارة. اعطى للبدوي كرتون السجائر بأكمله وبعد أن دخن جميع السجائر بدا وكأنه تعافى بشكل سريع. واكمل السائق والراوي الرحلة. وظل الراوي يتحدث عن الشمس الساطعة الملتهبة وهو يردد لنفسه ابياتا من الشعر العربي.
مر السائق والراوي اثناء رحلتهما بسيارة حكومية يبدو انها تعطلت في الطريق فتوقف السائق رفيق الراوي ليعطي رجال الحكومة الماء ليشربوا والبترول للسيارة. ذكر الجنود بأنهم في طريقهم لاعتقال امرأة من إحدى القبائل قتلت زوجها وقالوا انهم لايعرفون من تكون المرأة ولكنهم سيعرفون اسمها لاحقا
وعقب الراوي في قرارة نفسه بأن الجميع سيعرفها لانه من النادر في تلك المناطق ان تقوم المرأة بقتل زوجها.
قال الراوي للجنود بأن المرأة بريئة وان الرجل قد يكون مات بسبب ضربة شمس. ثم تفارق الجميع. قرر الراوي أن يكتب رسالة إلى ( مسز روبنسون ) التي انتقلت إلى منطقة  ( آيل اوف وايت ) بعد وفاة زوجها بالتيفوئيد ودفنه بالقاهرة. اعتقد الراوي بأن ( مسز روبنسون) يمكن لها ان تفيده بمعلومات اكثر عن ( مصطفى سعيد ) على اعتبار أنها حضرت محاكمته. ارخت سدول الليل وتوقفت السيارة من اجل ان يرتاح الجميع خلال الليل واخذ السائق بالغناء وتوقفت سيارات عديدة للراحة وتجمع رجال كثيرون يغنون ويرقصون ويصلون ويسكرون وانضم للجلسة رجال بدو كثيرون يسكرون قرب المنطقة.
تفرق الجميع فجرا وعاد البدو إلى اماكنهم في شعاب الوادي وحيا الجميع بعضهم البعض وغادرت السيارات فاتجه بعضها نحو النيل شمالا واخريات نحو النيل جنوبا ثم بدأت الشمس بالطلوع..

الفصل الثامن:
بعد تسعة وعشرين يوما تلقى الراوي برقية من  ( محجوب ) تخبره بأن  ( حسنة بنت محمود ) قتلت زوجها  ( ود الريس ) ثم قتلت نفسها كما وعدت بانها ستفعل من قبل. عاد الراوي فورا إلى قرية ( ود حامد) وكان  (محجوب  )الشخص الوحيد في استقباله ورغم ان الراوي اراد معرفة ما حدث بالتفصيل إلا أن ( محجوب) كان يتهرب من الاجابة وغير موضوع الحديث إلى التطورات السياسية في الخرطوم لان الراوي كان في الخرطوم.
لم يكن الراوي يريد التحدث بالامور السياسية لأنه يشعر بالعار والخزي من فساد مسؤولي الحكومة والذين ينفقون ملايين الجنيهات على ملابسهم الفاخرة ومكاتبهم الفارهة في الوقت الذين لا يفعلون شيئا من اجل تطوير المدارس السودانية وحياة المواطن عموما.
أخيرا, شرح ( محجوب)  للراوي  ما حدث مع  ( حسنة)  . حيث ظل ( ود الريس ) مصرا على الزواج بها  فاضطر والد ها لضربها وشتمها حنى اجبرها على الموافقة بالزواج منه, ولانها اجبرت بطريقة فظة على الزواج من  ( ود الريس ) فإنها رفضت أن يقترب منها ( ود الريس ) كزوجين بل رفضت حتى الكلام معه.
  في أثناء هذا الحديث جاءت والدة الراوي وقاطعت حديثهم والتي كانت غاضبة جدا لانها اعتقدت بأن ابنها ( الراوي) كان على علاقة ب( حسنة ) قبل موتها. بعدها ذهب الراوي لزيارة جده والذي بكى على موت(  ود الريس ) ولكنه لم يعط اية معلومات جديدة عما حدث.
ذهب الراوي إلى ( بنت محجوب ) لانه يعلم إن لم تخبره هي عما حدث فلن يستطيع احد إخباره. وبدأت ( بنت مجذوب)  تقص على الراوي ما حدث في تلك الليلة حيث صرخت  (حسنة ) بشكل جنوني ولكن ( بنت مجذوب ) وباقي القرويين اعتقدوا بأن ( ود الريس ) استطاع اخيرا أن ينال منها حقوقه الزوجية وأنها تصرخ من المتعة.
ولكن اخذ ( ود الريس)  بالصراخ بشكل عال فأدرك الجميع بأنه يصرخ طالبا المساعدة فنادت ( بنت مجذوب ) رجال القرية وذهبوا لبيت  ( ود الريس ) فشاهدوا كلا ( حسنة)  و ( ود الريس ) عاريان وجسم (حسنة ) مليء بالضربات والجروح بينما قلبها مطعون بسكين و( ود الريس) جسمه مليء بالطعنات ايضا. قرر بعض النسوة القرويات القيام بجنازة ل(حسنة) ولكن (محجوب) هددهن بقطع رقابهم إن فعلن ذلك.
أما ( مبروكة) زوجة ود الريس الاولى – الكبيرة في السن- فلم تنزعج أوتحزن مما حدث لزوجها وقالت انه يستحق ما حدث له لانه اجبر (حسنة) على شي هي لا تريده.
ذهب الراوي لزيارة (محجوب )والذي قال بإن (حسنة) كانت مذنبة ولا تستحق حتى جنازة. غضب الراوي لسماع هذا الكلام ودخل في شجار مع ( محجوب ) اغمي على الراوي ولم يشعر بشيء بعدها إلا بيد شخص تسحبه من فوق ( محجوب).
الفصل التاسع:
تحول الكاتب من الحديث في الزمن الماضي إلى الحديث في الزمن الحاضر قائلا بإنه – أي الراوي- حاقد وطالب ثأر وأن غريمه في الداخل ولابد من مواجهته وقال أيضا بإنه يبتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد إلا إنه – أي مصطفى- قد اختار أما الكاتب فلم يختر شيئا. غاضبا ومليئا بالكره وحاملا رغبة في الانتقام ذهب الراوي إلى  بيت  (مصطفى سعيد) وفتح باب غرفته الخاصة. أوقد عودا من الثقاب وخيل له أنه قد رأى (مصطفى سعيد) ولكن اكتشف لاحقا أن ما رآه هو انعكاس لصورته في المرآة. لاحظ الراوي أن الغرفة مليئة بالاثاث الفاخر من سجاد فارسي, ارفف عديدة من الكتب ورسومات زيتية  لعشيقات (مصطفى) مثل :( شيلا غرينود)  و(ايزابيلا سيمو)ر و(آن همند) و(جين موريس). اعتقد الراوي ان هكذا بقيا من الذكريات والتي تعود للحياة الاوروبية التي عاشتها مصطفى أمرا ليس جيدا. ظل الراوي يطلع على الكتب التي احتوتها غرفة مصطفى الخاصة وغالبا ما كنت كنت أدب أو كتب اقتصاد كتبها كتاب انجليز. رجع الراوي بالذاكرة قليلا واخذ يتذكر قصة (مصطفى)  متذكرا ما سرده له عن ذكرياته مع (شيلا). نفهم من هذا الفصل بان زوج (ايزابيلا) كان شاهدا دفاع في محاكمة (مصطفى) والذي عرف بإصابتها بمرض السرطان قبل اقدامها على الانتحار. كما وتذكر الراوي قصة (مصطفى) وذكرياته مع (آن همن)د حيث كان ( مصطفى) يقدم محاضرة في الشعر عن الشاعر ( أبي نواس) حيث حكى للجمهور معلومات ملفقة عن الشاعر. أحبت ( آن همند) المحاضرة. بعدها اشترى ( مصطفى) لها خمرا وقال لها شعرا . كذلك نعلم في هذا الفصل أن( آن همند) شاركت مصطفى في إحدى المسرحيات حيث كانت تلعب دور جاريته (سوسن) . يتبين أن( آن همند) ماتت منتحرة بالغاز وقد عثر في شقتها على رسالة مكتوب عليها : (( مستر سعيد لعنة الله عليك)).
بعدها رأى الراوي صورة ل(مصطفى سعيد) مع (مسز روبنسون) وتذكر الراوي رد (مسز روبنسون) على إحدى مراسلاته حيث وصفت  (مصطفى) بالمسكين ملقبة أياه ب ( موزي) وأملت أن تقدم (حسنة) وأولادها لزيارتها في بلدتها (آيل أوف ويت) وأنها كتبت مذكرات عن زوجها و(مصطفى) وعن حياتهما في القاهرة. (مسز روبنسون) هي الوصية على شؤون ( مصطفى) في لندن وأنها لديها بعض المال المتعلق ب(مصطفى) و التي تود من الراوي إيصاله ل(حسنة).
ثم رأى الروي جريدة تعود إلى العام 1927 م قارئا العديد من قصاصات الصحف التي احتفظ بها ( مصطفى) وكان الروي مستغربا من وجود كل هذه القصاصات ثم وجد دفترا صغيرا مكتوب عليه ( قصة حياتي) بقلم (مصطفى سعيد) ولكن صفحات الدفتر الباقية كانت بيضاء خالية من أي كتابات.
وجد الروي أيضا الكثير من الرسومات في خزانة ( مصطفى) والتي رسمها للقرويين أمثال ( ود الريس) و(محجوب )وغيرهما حيث أظهرت الصور مهارة كبيرة لدى (مصطفى) في الرسم وكان أكثر شخص رسمه هو ( ود الريس) حيث وجد الراوي 8 رسومات له وتسائل الراوي عن سبب هذا الأمر. تحت الرسومات وجد الراوي بعض المحاولات الشعرية والنثرية ل(مصطفى) ووجد إحدى قصائده غير المكتملة  فأكملها الراوي بإضافة السطر الشعري الأخير لها. ورأى الراوي الكثير من قصاصات الأوراق التي تحوي ملاحظات وجملا تخص حياة (مصطفى) وعمله وقد خمن الراوي بأن( مصطفى) فعل ذلك لأنه اراد منه – اي من الراوي-  أن يكتشفها ويرتبها في صورة تكون في صالحه وهذا شيء لم يعجب الراوي واصفا (مصطفى) بالمغرور بعدها قرر الراوي حرق جميع محتويات الغرفة قبل طلوع الصبح.
في النهاية انتبه الراوي لصورة معلقة ل(جين موريس) وتذكر الراوي ما قاله (مصطفى) عنها في التفاصيل( في الجزء الثاني من الرواية) حيث رفضته (جين موريس) بوحشية ولم تقبله عشيقا حتى استسلم وعدل عن مطاردتها. وفي إحدى الليالي أتت إلى منزل (مصطفى) ووقفت عارية أمامه ووعدته بعلاقة جنسية إن هو واقف على إعطاءها بعض المتعلقات التي تعود له : سجادة حريرية , مخطوطة قديمة ومزهرية وكان كلما يقدم لها إحدى المتعلقات تقدم على تدميرها و رميها في نار المدفئة أمام عيناه وعندما حاول ضمها إلى صدره ركلته بين افخاذه وذهبت.  
أخيرا وافقت (جين) على الزواج من (مصطفى) وبالفعل حصل الزواج حيث سيذهبان لمعركة جنسية عنيفة ولكن (جين) كانت تغازل رجال الطريق وتهين (مصطفى) ورجولته أمام الملأ. وفي أحد المساءات وأثناء لممارستهما الجنس غرس مصطفى خنجرا في صدر (جين) فقبلت الخنجر وكأنها قبلت بنهايتها وموتها ورددت : تعال معي.
الفصل العاشر:
قرر الراوي أن إحراق غرفة (مصطفى) الخاصة لن يجدي أبدا وهو امر غير جيد. وذهب للسباحة لكي ينعش أفكاره واعواطفه وعندما تعمق في ماء النيل أحس بأنه يغرقه فاستسلم لقدره ولكنه فجأة أحسن برغبة في تدخين سيجارة وخرج من أحلام يقظته وقرر اكمال حياته وعدم الاستسلام للموت . قرر العيش من أجل أناس يحبهم ويود أن يعيش لأجلهم لأطول فترة ولأن لديه مسؤوليات وواجبات في هذه الحياة فقفز على الشاطئ طالبا المساعدة.

                                                النهاية