السبت، 21 ديسمبر 2019

هاملت / وليام شكسبير

  

                          هاملت ( هملت)                                                                                                   

الفصل الأول

المشهد الأول

 

في إحدى الليالي الشتوية الحالكة خارج ( قلعة السينور ) في الدنمارك أتى الحارس المسمى (فرانسيسكو) لتبديل المناوبة الليلية مع حارس آخر اسمه (برناردو) وكان الليل مظلما لدرجة أن الرجلين لم يستطيعا تمييز وجهي بعضهما البعض. سمع (برناردو) خطوات أقدام تقترب منه فصرخ قائلا: من هنالك؟ تأكد الحارسان ان القادم هو حارس ثالث فخف الرعب من قلبيهما . شكر (فرانسيسكو) (برناردو) على قدومه وذهب للبيت لكي ينام بعد أن اخذ منه التعب والبرد مأخئذهما.

بعد ذلك بفترة وجيزة أتى حارس أخر اسمه (ماركيلوس) و شخص آخر اسمه (هوراشيو) وهو صديق لابن ملك البلاد المتوفى حديثا واسمه ايضا  ( هاملت) . طلب الحارسان (برناردو) و(ماركيلوس) من (هوراشيو) البقاء معهما اثناء فترة حراستهما لأنهما يعتقدان أن هنالك أمرا سيحصل ويجب أن يريانه ل(هوراشيو).

وفي صوت خافت تناول الصديقان موضوع رؤيتهما لشبح لليلتين على التوالي واللذان يأملان ان يرياه لصديق الملك (هوراشيو) . والشبح يعود لملك البلاد الذي توفي حديثا واسمه أيضا ( هاملت) حيث قال الحارسان أنهما رأيا الشبح ظاهرا على أسوار القلعة في ساعات متأخرة من الليل.

ظل (هوراشيو) مترددا في تصديق كلامهما ولكن الشبح ظهر بالفعل فجأة و للحظات ثم اختفى. أصيب (هوراشيو) بالذعر ممن رأى وقال أن الشبح يشبه كثيرا ملك البلاد الراحل (هاملت), وحتى أنه يرتدي نفس الدرع الذي ارتداه عند قتاله ملك النرويج ووجه عابسا نفس العبوس اثناء القتال. (هوراشو) اعتقد ان هذا نذير شؤم وأن البلاد ستقدم على مصائب وسوء حظ ربما يكون على هيئة هجوم عسكري تتعرض له البلاد متذكرا قصة الملك (هاملت) عندما احتل اراضي تعود للنرويج مضيفا أن (فونتبراس) الملك الحالي للنرويج يبحث عن استعادة تلك الأراضي لبلاده.

 

 

ظهر الشبح للمرة الثانية , حاول (هوراشيو) التحدث معه ولكن الشبح ظل صامتا ولم يتحدث واختفى في أولى ساعات الفجر . اقترح (هوراشيو) بأن يقوموا بإخبار الأميؤ هاملت ( ابن الملك المتوفى) بالموضوع لان (هوراشيو) اعتقد بأن الشبح إذا كان فعلا يعود للملك السابق (هاملت) فإنه – أي الشبح -  لن يرفض حتما الحديث لابنه المحبوب.

المشهد الثاني

بعد يوم واحد من رؤية ( هوراشيو) وباقي الحراس للشبح . ألقى الملك ( كلاديوس) كلمة لأفراد حاشيته شارحا عن زواجه الأخير من الملكة ( غيرترود) أرملة أخيه الملك الراحل ( هاملت) ووالدة الأمير (هاملت) . قال ( كلاديوس) بأنه حزين على موت أخيه الملك ولكنه قرر أن يوزان هذه السحابة من الحزن مع سحابة أخرى من الفرح  بزفافه من أرملة أخيه وأضاف أيضا بأن ( فورتنبراس)- وهو حاكم لبلد مجاور للدنمارك- كتب له رسالة يطالبه فيها بالأراضي التي فاز بها الملك الراحل (هاملت) أثناء حكم والد ( فونتبراس) لذلك قام الملك الجديد ( كلاديوس) بإرسال مبعوثيه ( كورنيليس) و ( فولتيماند) حاملين رسالة لملك النرويج وهو عم ( فوتبراس) الأكبر لاقناعه بالكف عن مطالبته وحماقته.

أنهى ( كلاديوس) كلمته بالتوجه بالكلام نحو ( لايرتس) وهو ابن الوزير ( بولونيوس) شرح ( لايرتس) رغبته للملك بالعودة لفرنسا حيث كان يدرس قبل أن يذهب للدنمارك.

 وأنه حضر للدنمارك فقط من أجل حضور مراسيم تتويج ( كلاديوس ) ملكا على الدنمارك. أعطى ( بولونيوس) الإذن لولده بالذهاب لفرنسا كذلك فعل الملك ( كلاديوس). توجه الملك بعد ذلك بالحديث لـ ( هاملت) سائلا إياه عن أسباب ظهور غمائم الحزن وسيطرتها على وجهه ولماذا لازال يلبس ثياب الحداد . أما الملكة فطلبت منه التوقف عن ارتداء ملابس الحداد المظلمة ولكن هاملت رد بمرارة على الملكة قائلا بإن حزنه الداخلي عظيم لدرجة أن مظهره الخارجي يعكس هذا الحزن. خاطب ( كلاديوس) هاملت بنبرة الابن لابنه قائلا بإن جميع الآباء سيموتون وجميع الأبناء سيفقدون والديهم ومن الطبيعي أن يحزن الانسان على فقدان أبيه ولكن ليست لفترة طويلة لإنه سيكون حزنا لا يتناسب مع معاني الشهامة والرجولة. كذلك طلب ( كلاديوس ) من ( هاملت) أن يعتبره كأب له مذكرا إياه بمكانته السياسية في المملكة وأنه وريث العرش من بعد وفاته.

وكذلك قال ( كلاديوس) لهاملت أنه يعارض رجوعه للدراسة في ( ويتنبرغ) حيث كان يتلقى تعليمه قبل وفاة أبيه, وبنفس الرد ردت ( غيرترود) على طلب ابنها بالتوجه ل ( ويتبرغ) معللة ذلك برغبتها بوجوده إلى قربها وجوارها. أطاع

 ( هاملت) طلب والدته وقررعدم الذهاب ل ( ويتنبرغ)  فعبر الملك (كلاديوس) عن سعادته بقرار هاملت هذا وقال انه سيقيم الاحتفالات والمهرجانات فرحا بهذا القرار . ثم خرج الملك برفقة الملكة ( غيرترود) وحاشيته .

بقي ( هاملت) وحده وهو متعجب مما يرى متمنيا أن يموت أو أن يكون نسيا منسيا وتمنى أن الله لو لم يجعل الانتحار ذنبا حتى يقدم عليه. وظل هاملت ينعى خبر موت أبيه وزواج أمه السريع من عمه وتذكر كيف كانت أمه تعشق أباه متعجبا كيف أنها استطاعت نسيان كل تلك المحبة والزواج بعد شهرين فقط من وفاته من عمه الأقل مكانة من أبيه.

ثم يدخل (برناردو) و (مرسيليوس) و ( هوراشيو) وهو صديق الأمير ( هاملت) ورفيق دراسته في ( ويتنبيرغ) . شعر هاملت بالسعادة لرؤية صديقه سائلا إياه عن سبب تركه المدرسة في (ويتنبرغ )ولكن (هوراشيو) قال بإن سبب عودته هو للالتحاق بجنازة الملك الراحل ( هاملت) وأجابه هاملت بأنه أتى أيضا لحضور مراسيم زواج الملكة (غيرترود) فقال (هوراشيو) بالفعل الزواج تم مباشرة بعد الجنازة بوقت قليل ثم أخبر (هوراشيو) أن زملاءه (برناردو) و(مرسيليوس) قد رأيا شبح الملك. تفاجأ هاملت من هذا الخبر وقرر الذهاب معهما أثناء فترة الحراسة في تلك الليلة متأملا أن يستطيع الحديث مع الشبح.

المشهد الثالث:

تدور أحداث هذا المشهد في منزل (بولونيوس) يتجهز ( لايرتس) للسفر نحو ( فرنسا) مودعا أخته ( أوفيليا) ومحذرا إياها من الوقوع في حب الأمير ( هاملت) والذي يراه ( لايرتس) في علو مكانته لا يستطيع ان يقرر ولا يملك إرادة ولا حرية اختيار من يحب ولأنه لا يستطيع الاختبار وفق اهواءه ووفق ميوله لان على اختياره تتوقف سعادة الدولة ومستقبلها وقد يكون من المستحيل أن يتزوجها. وعدت ( أوفيليا) بالاستماع والعمل بنصيحة أخيها ( لايرتيس) ولكنها طلبت منه أن لا يعطيها نصائح قد يكون هو لا يتبعها ولكنه طمأنها وطلب منها ألا تقلق عليه وأنه يعتني بنفسه جيدا.

دخل ( بولونيوس) ليودع ابنه قبل سفره طالبا منه الإسراع بالتوجه إلى السفينة قبل مغادرتها ولكنه أوقفه لوقت طويل ليعطيه بعض النصائح حول كيفية التصرف في الحياة بسلامة وواقعية ومن هذه النصائح التي طلبها ( بولونيوس ) من ابنه ان يحتفظ بأسراره لنفسه وأن لا يتعجل بتنفيذ أي رأي قبل دراسته جيدا وأن يكون متوددا للناس ولكن لا مبتذلا وأن يحافظ على أصدقاءه القدامى ولكن أن يتمهل في احتضان الأصدقاء الجدد ومصاحبتهم وأن لا يفتعل العراك ولكن إن دخل في عراك أن يقاتل بشدة حتى يخشاه الناس وأن يستمع أكثر مما يتحدث أن يلبس ملابس غالية الثمن وبذوق عالي ورصين ولكن بعيدة عن الفخفخة وأن لا يدين المال ولا يستقرض المال من أحدا والأهم من ذلك كله أن يكون صادقا مع نفسه.

غادر ( لايرتس) مودعا أخته ( أوفيليا) مرة أخرى. بقي ( بولونيوس) مع ( أوفيليا) سائلا إياها عن الحوار الذي جرى بينها وين ( هاملت) فأخبرته ( أوفيليا) بأنه شيء يتعلق بالسيد ( هاملت) سأل ( بولونيوس) ابنته ( أوفيليا) عن علاقتها بالأمير ( هاملت) فقالت له: بإن هاملت عبر عن حبه لها . لكن ( بولونيوس) نصحها بنصيحة تشبه إلى حد كبير نصيحة أخيها ( لايرتيس) لها ومنعها من التلاقي ب(هاملت) قائلا لها بإن (هاملت) خدعها بوعود الحب الكاذبة . وعدت (أوفيليا) أبياها بالأخذ بنصيحته.

المشهد الرابع:

تدور أحداث هذا المشهد في وقت الليل حيث يجلس ( هوارشيو) و ( مارسيلوس) والأمير ( هاملت) منتظرين في الجو البارد – الشبح كي يظهر وبعد منتصف الليل بوقت قصير سُمع صوت اهتزازات واطلاقات نارية من القلعة. شرح ( هاملت) للحارسين ما يحدث موضحا إن الملك ( كلاديوس) مقضيا الليلة محتفلا حسب أحد التقاليد الدنماركية. علق ( هاملت) على هذا الأمر قائلا إن هكذا عادات يجب أن تحارب وتنتهي بدل ان تستمر مؤكدا أن هذه الاحتفالات الصاخبة تجعل الدنمارك محط للاستهزاء والسخرية بين الأمم الأخرى وتقلل من قيمة الانتصارات و الإنجازات الدنماركية. بعد ذلك ظهر الشبح , فناداه (هاملت. أشار الشبح ل(هاملت) طالبا إليه أن يتبعه ولكن رفاق (هاملت) طلبوا إليه عدم الذهاب خلف الشبح متخوفين من فكرة أن الشبح قد يقوده نحو الاضرار بنفسه.

لم يكن (هاملت) متأكدا فيما إذا كان هذا الشبح فعلا يعود لوالده أو لروح شيطانية ولكن قال بإنه لا يعبأ ولا يهتم لنفسه وليحصل ما يحصل مادامت روحه ستبقى خالدة إلى الأبد وإن الشبح لن يستطيع إيذاء روحه . تبع (هاملت) الشبح في الظلام ثم اختفيا. ثم قررا الصديقان أن يتبعا هاملت. 

المشهد الخامس:

وفي الظلام تحدث الشبح إلى ( هاملت) قائلا: إنه روح ابيه الميت ( الملك هاملت) جاء من أجل تحريض ابنه الأمير ( هاملت) على الثأر لمقتله . صدم ( هاملت) من حقيقة أن أباه مات ( مقتولا) ولم يمت ميتة طبيعية كما أذيع . سرد الشبح قصة مقتله ل(هاملت) قائلا: إنه وأثناء نومه في الحديقة وضع له سم في أذنيه والذي وضع له السم وهو نفسه الشخص الذي يرتدي التاج اليوم – أي عمه (كلاديوس). تأكدت شكوك هاملت السابقة عن عمه بكلام الشبح,. حث الشبح (هاملت) على الثأر من (كلاديوس) لأنه فاسق فسق بالبلاد وبالملكة (غيرترود) خادعا إياها مخرجا إياها من حبها وعشقها الأول. كما وطلب الشبح من ( هاملت) أن لا يتخذ أي إجراء ضد أمه طالبا منه أن يترك عقوبتها للسماء ولضميرها. ومع حلول الفجر اختفى الشبح. أقسم ( هاملت) على ان يبقى متذكرا ومطيعا لكلام الشبح, قدم ( هوراشيو) و ( مارسيلوس) وسألا ( هاملت) عما حدث لكن ( هاملت) رفض اخبارهما بما حدث وجعلهما يقسمان على سيفه ( سيفه يحمل صورة السيد المسيح مصلوبا) أن يكتما ما رأيانه من أمر الشبح و قال لهما أنه قد يتظاهر بأنه مجنون في المرحلة القادمة من أجل بعض الأهداف. وكلما كان يردد الحارسان كلمة ( نقسم) كان الشبح يكرر الكلمة خلفهما. وختم هاملت المشهد بعبارة: إننا في زمن مضطرب معوج, وياله من قضاء جائر: أن أكون ولدت كي أقوم اعوجاجه.

 

الفصل الثاني

المشهد الاول

تدور أحداث هذا المشهد في قلعة ( السينور) حيث يقوم ( بولونيوس) بإعداء خادمه ( رينالدو) بعض النقود والرسائل طالبا منه أن يأخذها إلى فرنسا. ( بولونيوس) طلب من الخادم أن يتوقع ماهي المهمة التي يرسل إليها . على ( رينالدو) أن يجمع بعض المعلومات وأن يتجسس عن حياة ( لايرتس)  في باريس واعطاه بعض التعليمات الواضحة حول كيفية متتابعة تحقيقاته وتجسسه ثم طلب منه المغادرة. وأثناء مغادرة ( رينالدو) دخلت ( أوفيليا) وعلامات الحزن تبدو واضحة عليها مخبرة ( بولونيوس) بأن ( هاملت) قد تغير مظهره في الآونة الأخيرة وأصبح عاري الرأس وسترته مفككة الأزرار وجواريه ملوثة ووجه شاحب وأنه اقترب منها وقبض على معصمها ومسك يدها ثم ترك يدها ولم يتكلم كلمة واحدة . رد عليها ( بولونيوس) بأن ( هاملت) ربما قد يكون جن بسبب حبه لها لأنه وضعت مسافة بينها وبين ( هاملت) عندما أمرها ( بولونيوس) بذلك. قال ( بولونيوس) بأن سلوك هاملت في الفترة الأخيرة قد يكون سبب حبه لها وذهب مسرعا ليخبر الملك  ( كلاديوس) بذلك.

 المشهد الثاني:

تدور أحداث هذا المشهد في القلعة حيث يرحب ( كلاديوس) و (غيرترود) بصديقي ( هاملت) في محل دراسته في ( ويتنبيرغ) وهما  ( روزنكرانتس) و ( جلدنستيرن) مركزين في الحديث عن حالة ( هاملت) وسلوكياته اللاطبيعية وعجزه عن التعافي بعد وفاة والده؛ لهذا السبب استدعى الملك والملكة أصدقاء هاملت على امل مساعدته في العودة لحياته الطبيعية والمساعدة على ابهاجه والتخفيف من اكتئابه أو على الاقل التعرف على أسباب هذا الاكتئاب. وافق الصديقان على طلب الملك والملكة في التقصي عن أسباب حالة هاملت . ثم أمرت الخدم بأخذ الصديقين لمكان هاملت.

دخل ( بولونيوس) معلنا رجوع رسله الذين ارسلهم من قبل للنرويج. وهما ( فولتمند) و ( كورنيلس) اللذان سردا للملك ما حدث مع ملك النروج العجوز والمريض حيث قام ملك النرويج بتوبيخ ( فونتبراس) لمحاولاته اشعال حرب مع الدنمارك. وعلى إثر هذا التوبيخ أقسم ( فونتبراس) بأن لن يقوم بمهاجمة الدنماركيين مرة أخرى. سعد الملك النرويجي لهذا الامر وقرر أن يدفع ل ( فونتبراس) مبلغا سنويا من المال كي يستخدم هذا المال لمهاجمة البولنديين وليس الدنماركيين. لذلك ارسل طلبا ل ( كلاديوس) يطلب فيه من الملك الدتماركي بأن يسمح لجيش ( فنتبراس) بالعبور من أراضيه بسلامة أثناء مروره لمقاتلة البولنديين.

بعد تأكد وارتياح ( كلاديوس) بأن لا حرب ستحدث مع ( فونتبراس) قام ( كلاديوس) بشكر الرسولين ثم انصرفا.

ثم عاد الجميع للتحدث بالمضوع الرئيسي وهو ( هاملت) حيث قال ( كلاديوس) بعد مقدمة كلامية طويلة – بإن الأمير هاملت جن بسبب حبه لأوفيليا وقام بعرض بعض الرسائل الغرامية والقصائد التي أرسلها هاملت لأوفيليا ووضع خطة لتأكيد ما يدعيه للملكة والملك

في أثناء هذا الوقت كان هاملت يتمشى في إحدى ردهات القلعة فقام الجميع بالاختباء خلف أحد الجدران عندما وقفت أوفيليا لتقابل هاملت حتى يتمكن الجميع من التأكد من أن جنون هاملت سببه حبه لوفيليا أم لا. وافق الملك على تجربة هذه الخطة ولاحظت ( غيرترود) أن هاملت كان قادما يحمل كتابا في يديه وهو يمشي فقال بولونيوس بإنه سيتحدث للأمير هاملت . خرج  الملك والملكة تاركين هاملت وبولونيوس لوحدهما. حاول ( بولونيوس) ان يحادث ( هاملت) الذي اعتقد بان ( بولونيوس) هو صياد أسماك ونسى ماهي وظيفته في المملكة وأجاب عن جميع أسئلة ( بولونيوس) بشكل لا عقلاني لكن العديد من تصريحات هاملت التي تبدو مجنونة تخفي ملاحظات شائكة حول هشاشة بولونيوس وعمره. يعلق بولونيوس على الرغم من أن هاملت غاضب بشكل واضح ، فإن ردوده غالبًا ما تكون "حبلى" و ذات معنى عميق. أسرع بولونيوس بعيدا وقرر ترتيب لقاء بين هاملت وأوفيليا.

وأثناء خروج ( بولونيوس) دخل صديقا ( هاملت) ( روزنكرنتس) و ( جلدينسترن) ففرح هاملت بمجيئهما. تناقشا الاثنان في حزن هاملت و الأحداث السياسية في الدنمارك . سال هاملت الصديقين عن سبب قدومهما فأجابا أنهما اتيا لرؤية هاملت لكن هاملت عرف السبب لزيارتهما وأن الملك والملكة طلبلا منهما الحضور فاعترف الاثنان بان هذا الامر صحيح ولم ينكرانه . شرح هاملت لصديقيه سبب تعاسته والأسباب التي أدت لفقده مرحه وبهجته ودخوله في مرحلة من الاكتئاب

ابتسم ( روزنكرنتس) وقال لهاملت ان هنالك فرقة تمثيل تتجول في المدينة وهي في طريقها للقلعة. عزفت الفرقة معزوفة معلنة عن وصولها إلى القلعة. رحب هاملت بأعضاء الفرقة ودعاهم للإقامة في ( السينور). قال هاملت في قرارة نفسه بإن عمه وأمه كلاهما مخدوعين وأنه – أي هاملت - يتظاهر بالجنون ولكن هو عاقل وبعيد كل البعد عن الجنون.

الفصل الثالث:

المشهد الأول:

 

في هذا الفصل يناقش ( كلاديوس) و ( غيرترود) سلوك ( هاملت) في الآونة الأخيرة مع صديقيه ( روزنكرنتس) و ( جلدينستيرن)  اللذان أخبرا الملك والملكة أنهما لم يستطيعا التعرف على سبب سلوك هاملت وسبب كآبته. ولكنهما اخبرا الملكة والملكة بإن هاملت مولع وشغوف بالمسرحيات التمثيلية. ومن باب التشجيع قال الملك والملكة بإنها سيحضران المسرحية التي ستقام في المساء في القصر والتي ستعرضها الفرقة التمثيلية. خرج ( روزنكرانتس) و ( جلديسترن) وأمر أيضا الملك الملكة بالخروج لأنه كان يريد أن يتجسس على الحوار الذي سيحدث بين ( أوفيليا) و ( هاملت) . خرجت ( غيرترود) وأخبر ( بولونيوس) ابنته ( اوفيليا) بأن تمشي حول البهو . سمع بولونيوس صوت هاملت فاختبأ هو والملك إلى أحد الجوانب.

دخل ( هاملت) وهو يتحدث بألم لنفسه مرددا عبارة: أكون أو لا أكون وقد يكون المقصد هو هل أحيا او أقدم على الانتحار؟ وقد يكون سبب قراره الاقدام على الانتحار هو وضع نهاية لمعاناته وآلامه لأن الحياة مليئة بالمآسي التي لا يستطيع أن يحتملها المرء ولكن خوفه من ما قد يحدث بعد الموت . في وسط هذه التساؤلات رأى هاملت  أوفيليا تتقدم نحوه وقد أخذت أوامر من ( بولونيوس). أتت لتخبر هاملت بانها تريد إرجاع بعض الأشياء والمقتنيات التي أعطاها لها هاملت أثناء فترة حبهما. وبغضب شديد نفى هاملت أن يكون قد أعطاها شيئا وندب هاملت خيانة الجمال وأدعى انه لم يحب أوفيليا أبدا. وأمرا أوفيليا بالدخول إلى دير راهبات بدلا من أن تكون  مربية للخطيئة . انتقد هاملت أيضا النساء لأنهن جعلن الرجال يتصرفون مثل الوحوش ولإسهامهن في خيانة الأمانة في العالم من خلال رسم وجوههن لتبدو أكثر جمالا مما هي علبيه وهنا يدين هاملت النساء جميعا والبشرية بشكل عام . متمنيا أن يقوم بإنهاء كل الزيجات بالعالم وبعد ذلك تخرج أوفيليا وهي تنعى " العقل النبيل" الذي فقده هاملت والذي أصبح اليوم جنونا واضحا.

يظهر الملك و بولونيوس مرة أخرى قال ( كلاديوس) بإن سلوك هاملت الغريب ليس بسبب حبه لأوفيليا ولا أن خطابه يبدو خطاب جنون وقال بإنه يخشى بإن الحزن والكآبة تستقر فوق شيء خطير في نفس هاملت مثل جلوس الطائر على بيضه قبل أن يفقس . قرر الملك بإن يرسل هاملت لإنجلترا متأملا ان تساعده البيئة الجميلة هناك والمناظر الخلابة أن يتغير . دعم بولونيوس هذه الفكرة ولكنه بقي معتقدا ان سبب حالة هاملت هذ هي حبه لأوفيليا . اقترح ( بولونيوس) أن يقوموا بإرسال هاملت إلى غرفة امه الملكة ( غيرترود) بعد حفلة التمثيل لتسأله عن سبب حزنه لتتأكد فيما إذا كان حب أوفيليا هو السبب ويستطيع بولونيوس الاختباء والتنصت لحديثهما وبعد ذلك إن لم يكشفوا الامر يستطيعوا إرساله لانجلترا.

المشهد الثاني:

في فترة المساء في بهو في القصر تم اعداده وتجهزيه لتمثيل المسرحية , يقوم (هاملت) بحماسة بتوجيه الممثلين حتى يقوموا بأداء جيد للمسرحية التي ألفها هو يأتي ( بولونيوس) ليخبرهم أن الملكة أيضا ستحضر المسرحية برفقة الملك لذلك يطلب (هاملت) من ( روزنكرانتس) و ( جلدينشترن) الذهاب للممثلين والبقاء معهم أثناء الاستعدادات. يدخل ( هوراشيو) على  هاملت فيسعد هاملت برؤيته كثيرا وقام بالاطراء على اخلاقه وشخصيته . خصوصا صفة  التحكم في النفس التي يمتلكها هوراشيو. أخبر هاملت هوراشيو حكايته مع الشبح وأن الشبح أخبره بأن ( كلاديوس) هوقاتل ابيه الملك. هنا طلب هاملت من هوراشيو أن يراقب قسمات وجه كلاديوس جيدا أثتاء عرض المسرحية حتى يقومان بمقارنة انطباعاتهما مع بعضهما البعض بعد انتهاء العرض. بعد ذلك بدأت الأبواق تعزف إيذانا بقدوم الملك والملكة لحضور العرض المسرحي واجتمع الحضور في البهو. أخبر هاملت هوراشيو بأنه سيتصرف بغرابة كشخص غريب الاطباع ومجنون كعادته.

يسال الملك هاملت عن احواله فيجيبه: في أحسن حال لعمري,. يسال هاملت بولونيوس عن تاريخه كممثل فيدور حوار بينها حول هذا الامر وتحاور أيضا مع اوفيليا قليلا.

دخل الممثلون وقاموا في البداية بعرض مختصر وصامت لأحداث المسرحية وهذا عرف شائع في أيام شكسبير . حيث ظهر في هذا العرض حب ملك وملكة وهما أحد أبطال المسرحية  حيث تركت الملكة ( بطلة المسرحية ) الملك ليرتاح وينام قليلا وبينما هو ينام جاء رجل وقتله بوضع السم في اذنيه . ثم يحاول القاتل إغواء الملكة ، التي تقبل تقربه منها تدريجيًا.

بدأ بعد ذلك الممثلون بعرض احداث المسرحية بشكل مفصل لنعلم بعد ذلك من تلك الأحداث أن الرجل الذي قتل ملك المسرحية هو ابن أخيه. وخلال عرض الأحداث ظل هاملت بعقب على كل حدث من احداثها وعلى شخصياتها وتحدث إلى اوفيليا بمواضيع ذات ايحاءات جنسية. عندما وصلت أحداث المسرحية إلى المشهد الذي  يصب فيه السم في أذني ملك المسرحية النائم نهض ( كلاديوس) من مكانه طالبا اضاءة الأنوار بشكل منفعل.عقب ذلك حدثت فوضى وتوقفت أحداث المسرحية. أضيئت المشاعل وفر الملك من الغرفة متبوعا بالجمهور. بقي هاملت مع هوراشيو.

اتفق هوراشيو وهاملت على أن سلوك الملك لم يكن طبيعيا أثناء عرض المسرحية

انشد هاملت بعض القصائد هنا . أتى ( روزنكرانتس) وسأل هاملت عن سبب حزنه الذي يرافقهثناء ذلك   أتى ( بولونيوس) ليبلغ هاملت بأن أمه تستدعيه لمخدعها لتتحدث إليه. قرر هاملت الذهاب إلى أمه ولكن قبل ذلك طلب من رفاقه أن يتركوه لوحده لبرهة من الزمن. في وحدته قرر أن يتحدث بكل قسوة وصدق إلى أمه ولكن أن لا يفقد اعصابه وهو يتحدث إليها.

 

المشهد الثالث:

في مكان ما في القلعة يتحدث الملك لصديقي هاملت ( روزنكرانتس)  و ( غلديشترين) وقد تأثر بشكل كبير بما رأى من أحداث المسرحية معتبرا أن جنون هاملت أصبح خطيرا . طلب الملك ( كلاديوس) من صديقي هاملت بمرافقته في رحلة إلى إنجلترا وأن يقوموا بالمغادرة فورا. وافق الصديقان على الطلب وخرجا فورا للقيام بالتحضيرات. دخل ( بولونيوس) مذكرا الملك بخطته وهو أن يقوم بالاختباء في غرفة الملكة للتنصت على محادثة ( او ربما عراك) هاملت مع والدته. واعدا كلاديوس بأنه سينقل له كل ما سيسمعه بين الاثنين. عندما خرج بولونيوس وبقي الملك وحيدا اعترف الملك مباشرة بالذنب والحزن الذي يشعر به بعد  قتله أخيه, قائلا : إن جريمة قتل الأخ لأخيه هي أقدم اللعنات والذنوب. وأخذ يطلب الغفران من الله ولكن استدرك قائلا بأنه غير مؤهل لطلب الغفران لأنه لم يتنازل على الأشياء التي حصل عليها من وراء تلك الجريمة – مثل التاج والملكة. ركع كلاديوس على ركبتيه لطلب العفو من الله والصلاة.  

في أثناء ركوع الملك, دخل هاملت فجأة لغرفة الملك فرآه راكعا فقرر قتله ولكنه عدل وتراجع عن القتل لا نه رأى إن قتل كلاديوس وهويصلي ويطلب الغفران فمعناه بأن روحه سوف تذهب للجنة وهو لا يريد له ذلك. وهذا لن يكون انتقاما كافيا خصوصا وأن كلاديوس قتل أبا هاملت فجأة ولم تكل له فرصة للقيام بالاعتراف الأخير قبل موته وتطهير نفسه من الذنوب . قرر هاملت الانتظار ليقتل الملك وهو  غارق في ذنوبه وخطاياه عندما يكون سكرانا أو غاضا أو نائما على فراش الإثم. قام كلاديوس من صلاته قائلا أنه لا يستطيع الصلاة بصدق وإخلاص :" إن كلماتي تصعد إلى أعلى لكن نياتي باقية على الأرض".

المشهد الرابع:

في مخدع ( غيرترود) ينتظر بولونيوس والملكة قدوم هاملت. خطط بولونيوس للتنصت على حوار هاملت مع والدته آملا أن يستطيع أن يقرر ماهية الحالة الغريبة والسلوك الغير اعتيادي لهاملت التي يمر بها بعد سماعه لهذا الحديث. حث بولونيوس الملكة لان تكون قاسية وناقدة لاذعة لهاملت في حديثها بسبب تصرفاته في الآونة الأخيرة وافقت ( غيرترود) على مطلبه واختبا بولونيوس خلف الستار. وصل  هاملت لغرفة أمه سائلا أمه عن سبب طلبها له ردت الام أنه قام بإهانة عمه ( كلاديوس) بتصرفه قاطعها هاملت قائلا بإنها هي التي أهانت أبوه الراحل بزواجها من كلاديوس. تحدث هاملت بلكنة اتهامية  شديدة معلن العزم على جعلها على دراية كاملة بعمق خطيئتها. خافت ( غيرترود) من هاملت ومن لهجنه التهديدية في الكلام   فصرخت طالبة المساعدة. ومن خلف الستارة صرخ بولونيوس بدوره طالبا المساعدة أدرك هاملت بأن شخصا خلف الستار يراقبهما معتقدا أنه كلاديوس فضربه بالسيف من خلف الستار وقتله ليعلم لاحقا أنه قتل بولونيوس وليس كلاديوس. قالت الملكة له انه قام بفعلة قبيحة فظيعة بقتل بولونيوس فرد عليها بأن فعلته لا تقل فظاعة عن قتل ملك والتزوج بأخيه. تعجبت الام من ذكر كلمة ( قتل) غير مصدقة لما يقول معتقدة أنها أساءت سمع الكلمة ولكن هاملت أخبرها بأن ما سمعته صحيح. قام هاملت برفع الستارة واكتشف جسد بولونيوس فعلم أنه لم يقتل الملك ويحقق انتقامه ولكنه قتل بولونيوس البريء. ودع هاملت الرجل العجوز ( بولونيوس)  وداعًا واصفا إياه بأنه "أحمق متسلل.   ثم التفت إلى والدته قائلا بإنه سيعصر قلبها (  ليستخرج ما به من اخلاص لذكرى والده). أرى هاملت أمه صورة لزوجها الملك الراحل وصورة أخرى للملك الحالي ( كلاديوس) مرددا عبارات مقارنة ومديج لوالده الملك المقتول ثم تعجب من أمه متسائلا بغرابة عن سبب قبولها الزواج من رجل فاسد ككلاديوس؟

توسلت الام بهاملت لأن يتوقف الحديث قائلة أنه قد حول عينيها إلى أعماق نفسها فأخذت تبصر بقعا سوداء حالكة لا تود رؤيتها. يواصل هاملت شجبها وشجب كلوديوس ، حتى ظهر فجأة شبح والده أمامه. أخذ هاملت التحدث لشبح أبيه الميت ولكن أمه لم ترى صورة الشبح معتقدة أن أبنها قد جن. قال الشبح بإنه قدم لتذكير هاملت بهدفه الحالي وهو الثأر والانتقام  وإنه لحد الآن لم يقتل كلاديوس وان عليه أن يسارع في الانتقام. كانت (  غيرترود) مندهشة وغير قادرة على رؤية الشبح يبدأ هاملت بوصف الشبح رغم عدم رؤية غيرترود له ثم في لحظة يختفي الشبح. يحاول هاملت يائسا أن يقنع ( غيرترود) بإنه ليس مجنونا ولكنه تظاهر بذلك. حث هاملت أمه على ترك ( كلاديوس) واستعادة ضميرها الحي.كما وطلب منها أن لا تخبر كلاديوس بأن هاملت يتظاهر بالجنون وأنه ليس مجنونا بالحقيقة. الملكة ظلت ترتعش وتهتز بسبب إدانة هاملت لها بهذا الكلام ووافقت على كتمان سره. القى التحية عليهاو قبل أن يخرج أشار لجثة بولونيوس وقال إن هذا الوزير ذهب للجنان حيث الراحة والطمأنينة وهو الذي كان في حياته مثالا للحماقة والثرثرة. في النهاية أخبر غيرترود بأن عليه السفر لإنجلترا مع ( روزنكرانتس) و( غلديشتيرن) والذي قال بأنه سينظر لهما بعين الشك وكأنهما ثعابين سامة لان ولائهما من المفترض أن يكون لكلاديوس وليس له. ثم سحب جثة الوزير الميت ( بولونيوس) وغادر غرفة أمه.

 

الفصل الرابع

المشهد الأول:

بعد الحديث المفعم بالعواطف تخرج غيرترود لتلاقي كلاديوس والذي كان يتحدث لروزنكرانتس وكلدشتيرن طلبت الملكة مغادرة الاثنين حتى تستطيع التحدث للملك بمفردها وبعد مغادرة روزنتكرانتس وعلديشتيرن أخبرت كلاديوس بما دار من حديث بينها وبين ابنها هاملت مخبرة الملك أن هاملت قد جن مثل جنون البحر في عاصفة قوية
كما وأخبرت الملك بأن هاملت قد قتل كلاديوس . تعجب الملك وقال لو أنه هو من اختبأ خلف الستار لربما كان قتيلا الان . ظل كلاديوس يتساءل عن السبيل لتفسير تلك الحادثة للرأي العام فقال لغيرترود بإن عليهما ارسال هاملت لإنجلترا في الحال وكذلك إيجاد تفسير لعقلاء القوم والناس عامة لتصرفات هاملت الأخيرة. نادى الملك روزنكرانتس وغلديشترين مخبرهم بحادثة القتل وطالبا منهم الذهاب لإحضار هاملت. 

 

المشهد الثاني:

في مكان ما في قلعة ( اليسنور) انتهى هاملت للتو من التخلص من جثة بولونيوس قائلا بإن الجثة أصبحت في مكان آمن.

ظهر روزنتكرانتس و غلديشتيرن سائلين إياه ماذا فعل بجثة بولونيوس رفض هاملت اعطاءهم جواب مباشر على سؤالهما بدال ذلك قال لهما: أن الجسد عند الملك ولكن الملك ليس عند الجسد, شاعرا بالاهانة من هذا السؤال اتهم هاملت الاثنين بأنهما أصبحا جاسوسين للملك كلاديوس وشبه روزنكرانتس بالاسفنجة التي تمتص عطايا وخيرات وجوائز الملك محذرا إياه من الملك قائلا بانه اذا أراد ان يأخذ الأشياء التي أعطاها له مرة أخرى فسيقوم بعصره فيصبح جافا مرة أخرى. وفي النهاية ذهب هاملت مع الاثنين لمقابلة كلاديوس.

المشهد الثالث:

يتحدث الملك كلاديوس لمجموعة من الحضور محدثا إياهم عن مقتل الوزير بولونيوس وعن رغبته ارسال هاملت لانجلترا. يأتي روزنكرانتس وغلديشتيرن برفقة هاملت الذي بقي خارجا رفقة بعض الحراس. ضغط كلاديوس على هاملت من أجل ان يخبره عن مكان جثة بولونيوس. رد هاملت عليهم برد ذكي  حيث قال بإن جسد بولونيوس يؤكل بواسطة الديدان وأن الملك بإمكانه أن يرسل أحدا  للبحث عن بولونيوس في الجنة او ان يبحث عنه بنفسه في المكان الآخر (جهنم). أخيرا كشف لهم عن مكان جثة بولونيوس فوق السلم المؤدي إلى البهو. أرسل الملك بعض أفراد الحاشية للبحث عن الجثة . أخبر الملك هاملت أن عليه المغادرة في الحال إلى إنجلترا. وافق هاملت على قرار الملك بإبعاده. خرج هاملت وارسل الملك بعده روزنكرانتس وغلديشتيرن للتأكد من أن هاملت غادرا فورا إلى إنجلترا. بقي الملك لوحدة آملا ان تقوم إنجلترا بتنفيذ الأوامر التي بعثها مع روزنتكرانتس وغلديشتيرن القاضية بقتله هناك.  

المشهد الرابع:

تدور أحداث هذد المشهد في أحد سهول الدنمارك القريبة حيث يصل الأمير الشاب فونتبراس على رأس جيشه عابرا الدنمارك على طريقه لمهاجمة بولندا. أمر فونتبراس اأحد نقباء الجيش للذهاب لملك الدنمارك لطلب الإذن للمرور من خلال أراضي الدنمارك لمهاجمة بولندا.

في طريقه للذهاب بالصدفة التقى النقيب بهاملت وروزنكرانتس و غلديشتيرن اثناء تحضيرهم الذهاب لإنجلترا. أخبرهم النقيب أن الجيش النرويجي ذهب ليقاتل البولنديين. سأل هاملت النقيب عن أسباب هذا المعركة فقال له النقيب بإنهم ذاهبون ليقاتلوا من أجل أرض صغيرة لا فائدة منها سوى اسمها.

  اندهش هاملت  من فكرة أنه يمكن خوض حرب دامية على شيء غير مهم للغاية ، وتعجب هاملت من  البشر فهم قادرون على التصرف بعنف لتحقيق مكاسب قليلة جدًا. وبالمقارنة ، فإن هاملت لديه الكثير ليكسبه من السعي إلى انتقامه الدموي من كلاديوس ، ومع ذلك فهو لا يزال يتأخر ويفشل في التصرف تجاه غرضه. شاعرا بالاشمئزاز من نفسه لفشله في الانتقام من كلوديوس ، يعلن هاملت أنه منذ هذه اللحظة ، ستكون أفكاره دموية من أجل تحقيق أهدافه.

المشهد الخامس:

في هذا المشهد تتناقش ( غيرترود) وهوراشيو حول أوفيليا. الملكة غيرترود لا تود لقاء اوفيليا الثكلى والحزينة على موت أبيها. قال هوراشيو إنه يجب أن تكون الملكة مشفقة على أوفيليا ، موضحا أن حزنها جعلها مضطربة وغير متسقة.  دخلت أوفيليا  مزينة بالزهور وتغني أغاني غريبة وكأنها قد فقدت عقلها وجنت. دخل الملك (كلاديوس) وقد استمع إلى هذيان اوفيليا فكانت تردد عبارات مثل: يقولون أن البومة كانت ابنة خباز. قال كلاديوس بإن حزنها نابع  بسبب ما حصل لآبيها وأن الناس قد شكوا وانزعجوا من موته أيضًا.

كما ذكر ان ( لاريتس) قدم من فرنسا سرا.في هذه الاثناء سمع صوت ضوضاء في مكان ما في القلعة. نادى ( كلاديوس) على حراسه ليدخل أخد الحراس ويخبر ( كلاديوس) أن لاريتس قد أتى برفقة حشد من الناس. كان الحشد ينادى لاريتس ب ( الملك) وهم يتهامسون بالقول بإن لاريتس يجب أن يكون الملك. دخل لاريتس وهو غاضب الى الملك وهو يطلب الثأر لمقتل أبيه. حاول كلاديوس أن يمتص غضبه بالاعتراف صراحة بأن بولونيوس قد قتل وأضافت غيرترود وهي غاضبة بإن الملك ( كلاديوس) بريء من جريمة القتل هذه. تعود اوفيليا من جديد وقد ظهرت عليها علامات الجنون التام. غضب لايرتس مرة أخرى فقال له كلاديوس بإنه ليس مسؤولا عن مقتل أبيه بولونيوس واذا أراد الانتقام لوالده فعليه أن ينتقم من القاتل الحقيقي. اقنع كلاديوس لاريتس بأن يستمع لروايته الأحداث حول مقتل أبيه والتي قال بإنها سوف تجيب عن أسئلة لارتيس حول هوية القاتل. وافق لارتيس على المقترح. أحذ كلاديوس يثني على رغبته في تحقيق العدالة في أعقاب وفاة والده بولونيوس: "أينما تكون الجريمة ، دع الفأس العظيم يسقط"."

المشهد السادس:

في غرفة أخرى في القلعة, يستقبل هوراشيو ملاحين اثنين يحملان معهما رسالة له من هاملت. في الرسالة, يقول هاملت بإن سفينته اختطفت من قبل القراصنة والذين قاموا بإرجاعه للدنمارك. طلب هاملت من هوراشيو بأن ييسر طريقة للقاء هذين الملاحين بالملك كلاديوس والملكة غيرترود لانهما يحملان رسائل لهما أيضا كما قال في الرسالة بإن لديه الكثير من الكلام ليخبره عن روزنكرانتس وغلديشتيرن . أخذ هوراشيو الملاحين للملك وتبعهما من اجل الوصول إلى هاملت والذي يسكن في احد الأرياف بالقرب من القلعة.

المنظر السابع:

في الوقت الذي كان فيه هوراشيو يتحدث للملاحين, كان الملك (كلاديوس) يتناقش حول مقتل بولونيوس مع لايرتس. قال كلاديوس إنه قام بدفن بولونيوس سرا ولم يعاقب هاملت على فعلته لان الجماهير تحبه وكذلك الملكة أمه غيرترود ولكونه ملكا وزوج لم يود أن يحزن الملكة ولا ابنها. دخل رسول من هاملت حاملا رسائلا من هاملت إلى كلاديوس والتي تحوي في فحواها على أن هاملت سيعود للبلد غدا . سر لايرتس لسماع هذا الخبر لأنه اعتقد ان انتقامه من هاملت لن يتأخر طويلا.

قال كلاديوس بإنه مع فكرة الانتقام من هاملت من قبل لايرتس وأنه سيقوم بتشجيع لايرتس لتحقيق هذا الانتقام لأنه اصبح يرى أن تصرفات هاملت تهدد عرشه. أخذ الملك المراوغ في البحث في طريقة للايرتس لينتقم بها بدون أن يظهر أمام العامة أنه يشجع هذا الانتقام. ذكر كلاديوس لايرتس بأن هاملت  كان يغار من مهارات لايرتس في استخدام السيف والقتال خصوصا أن الناس وبالذات أحد المقاتلين المشهورين الفرنسيين راه وهو يقاتل ببراعة اخذ يمتدح أداء لايرتس القتالي في. وتوصل الملك بإن هاملت أذا ما استدرج وجُر نحو مبارزة بينه وبين لايرتس ربما تكون الفرصة مواتية لقتل هاملت. وافق لايرتس على المقترح و أخذ الاثنان بوضع تفاصيل الخطة حيث سيستخدم لايرتس سيفا حادا وسيضع عليه السم حتى أن خدشا بسيطا في جسد هاملت كفيلا بقتله. وضع الملك خطة احتياطية أخرى فإذا نجح هاملت في المبارزة سيقدم كلاديوس له شرابا من النبيذ المسموم كنوع من أنواع الاحتفال بانتصاره. بعد ذلك دخلت الملكة ( غيرترود) حاملة أخبارا حزينة حيث غرفت أوفيليا الحزينة والمكتئبة في النهر. تألم  لايرتس لفقدان أخته خصوصا بعد مرور وقت قصير على وفاة ابيه. خرج بعد ذلك لايرتس من الغرفة. طلب الملك من غيرترود أن تلحق به ويذهبان سوية في أثر لايرتس قائلا لها انه من الصعب تهدئة غضب لايرتس الذي أيقظه خبر موت أوفيليا.  

الفصل الخامس

المشهد الأول:

في فناء الكنيسة يقوم حفاران للقبور بحفر قبر لاوفيليا وكانا يتجادلان حول صحة دفن أوفيليا في فناء الكنيسة لأن وفاتها كانت تبدو على انها انتحار ووفقا للعقيدة الدينية المسيحية لا تدفن حالات الانتحار على طريقة الدفن المسيحية المعتادة. يسأل الحفار الأول والذي يبدو أكثر حدة وذكاء – يسأل الحفار الثاني سؤال وهو: من الذي يبني ما هو أمتن مما يشيده البناء أو صانع السفن أو النجار؟ فأجاب الحفار الثاني إنه صانع المشنقة لأنها تظل باقية بعد ذهاب الآلاف ممن نزلوا بها. صحح الحفار الأول أجابته قائلا بإن الجواب هو صانع القبور لأن المنازل ( القبور) التي يحفرها تبقى إلى يوم الحشر.

يقف ( هاملت) وهوراشيو على مسافة وهما يشاهدان حفارا القبور يؤديان عملهما. ينظر هاملت بعجب الى الجماجم التي يتقاذفانها لافساح المجال للقبور الجديدة ويتكهن هاملت حول المهن التي خدمها أصحاب تلك الجماجم في الحياة. " لما لا تكون تلك جمجمة محام؟ أين تكون مزحاته الآن". ويسأل هاملت حفار القبور عن هوية المتوفي الذي يقوم بحفر قبره الان؟ أخذ حفار القبور يتجادل لفظيا مع هاملت مدعيا إن القبر ملكه لانه يحفره ولا ينتمي لأي رجل أو امرأة لأن المرأة والرجل مخلوقات حية ولا تقبع في القبور في النهاية اقر بإن القبر يعود لأمرأة ستدفن فيه لاحقا ولكنها ميتة الآن. أخبر حفار القبور – والذي لم يكن يعرف بإنه يتحدث للأمير هاملت- بإنه يعمل بهذه المهنة منذ أن هزم الملك هاملت الأمير فونتبراس في المعركة وهو نفس يود ولادة الأمير هاملت. التقط ( هاملت) إحدى الجماجم الملقاة فأخبره حفار القبور بإن هذه الجمجمة تعود لشخص اسمه ( يوريك) وهو مهرج الملك هاملت.

أخبر هاملت ( هوراشيو) بإنه يعرف يوريك وإنه كان يفزع من منظره عندما كان طفلا. أدرك هاملت بإن كل الرجال في نهاية الأمر سيتحولون إلى غبار بعد موتهم حتى الرجال العظماء مثل الاسكندر الأكبر ويولويس قيصر ويتخيل هاملت أن يوليوس قيصر قد تفكك وأصبح الآن جزءا من الغبار المستخدم لإصلاح الجدران.

فجاة تتقدم حشود المشيعين في  جنازة أوفيليا لفناء الكنيسة متضمنة الملك ( كلاديوس) والملكة ( غيرترود)  ولارتيس والعديد من رجال الحاشية المفجوعون بوفاة اوفيليا . تسائل هاملت بينه وبين نفسه عن هوية الشخص الميت ملاحظا أن طقوس الجنازة مشوهة قليلا مما يدل على أن المتوفي قد انتحر.

وبينما يقترب الموكب اختبأ هاملت وهوراشيو في مكان قريب في المقبرة وعندما وضعت جثة أوفيليا على الأرض ادرك هاملت بإن المتوفى  هي أوفيليا. في نفس اللحظة ، غضب لايرتس من الكاهن ، الذي قال إن إعطاء أوفيليا دفنًا مسيحيًا مناسبًا من شأنه أن يدنس الموتى.

قفز لايرتس إلى قبر أوفيليا ليحملها مرة أخرى بين ذراعيه. انفجر هاملت حزينا وغاضبا  على اوفيليا وظهر على موكب المعزين معلنا حبه لاوفيليا وقفز على قبرها وقد تعارك مع لايرتس قائلا: بإنه أحببها حبا لا يستطيع أربعون ألفا من الاخوة بكل ما لديهم من حب أن يبلغوا مقداره. وقائلا أنه كان على استعداد ليقدم من اجلها تضحيات كثيرة لا يحلم بها لايرتس لدرجة أنه على استعداد أن يأكل تمساحا اذا ارادات ذلك ز. قالت غيرترود وكلاديوس بإن هاملت قد جن. ذهب هاملت ولحق  بهوراشيو بينما شجع الملك لايرتس على الصبر والانتظار وأن لا ينسى خطة الانتقام وحثه على تنفيذها.

 

الفصل الخامس

المشهد الثاني:

في اليوم التالي وفي قلعة السينور, قصّ هاملت على هوراشيو كيف أنه خطط لإفشال مخطط كلاديوس القاضي بقتله في انجلترا وكيف انه غير فحوى الرسالة إلى وجوب قتل حاملي الرسالة وهما روزنكرانتس وغلديسترن. أخبر هاملت صديقه هوراشيو بإنه لا يشعر بالتعاطف تجاه هذين الشخصين لأنهما خاناه وعملا من اجل كلاديوس ولكنه شعر بالأسف لشعوره بالعداء  تجاه لايرتس. شعر هاملت بإن حال لايرتس مطابق لحاله في رغبة كلا منها بالانتقام لرغبة والده وكأنه يرى لايرتس انعكاسا لوجه بالمرآة. بعد ذلك يتم قطع محادثة الاثنين بواسطة شخص اسمه أوزرك  وهو رجل بلاط أحمق. يحاول أوزرك تملق هاملت بالموافقة على كل ما يقوله هاملت ، حتى لو كان يناقض نفسه ؛ في غضون ثوان ، يوافق أولاً على أن الجو بارد ، ثم أنه حار. لقد جاء ليخبرهم أن كلاوديوس يريد من هاملت الدخول في قتال ودي مع ليرتس وأن الملك قد راهن مع ليرتس على أن هاملت سيفوز. بعد ذلك أخذ أوزرك بامتداح لايرتس بجمل مطولة ومفصلة لكنها غير مفهومة. بعد ذلك يدخل أحد الأشراف ليسأل هاملت فيما إذا كان مستعدا للمبارزة لان الملك والملكة ينتظرانه. مخالفا نصيحة هوراشيو بعدم القتال, أصر هاملت على المبارزة. يدخل الجميع القاعة لانتظار المبارزة. يطلب هاملت من لايرتس المغفرة قائلا له أن جنونه وليس إرادته قادته لقتل بولونيوس. لايرتس قال بانه لن يسامح هاملت ولكنه قبل مودة هاملت له وسيمضي في المبارزة قدما لأنها بالنسبة له مسألة شرف.

اختار المتنافسان سيوفهم وقال الملك أن هاملت إذا فاز بالضرة الاولى أو الثانية فإنه سيشرب بصحة هاملت ويرمي بجوهرة ثمينة في الكأس ويناوله لهاملت ( الكأس يحتوي على السم). تبدأ المبارزة, يضرب هاملت لايرتس ولكنه لم يشرب من الكأس مأجلا شرب المشروب لما بعد الضربة الثانية وبعد الضربة الثانية وفرحا بانتصار ابنها تقدمت الملكة غيرترود وشربت من الكأس المسمومة. نهى كلاديوس الملكة عن الشرب من الكأس ولكنه تأخر في ذلك. يتمكن لايرتس من جرح هاملت بسيفه ويقول أن ما فعله هو ضد ضميره ولكنهما اكملا النزال وسجل لايرتس ضربة ضد هاملت. قرر الاثنان تبادل السيوف وتمكن هاملت من جرح لايرتس بنفس سيف لايرتس. أدركت الملكة أن الكأس كانت مسمومة هي تنادي على هاملت ثم فارقت الحياة. لايرتس أيضا اعترف لهاملت بأنه قتل بسيفه المسموم وإن الملك هو المسؤول عن وضع السم على السيف وفي الكأس. يجبر هاملت كلاديوس على شرب ما تبقى في الكأس المسمومة وهو غاضب وموجها السيف المسمومة باتجاه كلاديوس. مات كلاديوس وهو صارخا طالبا للمساعدة. طلب هاملت المغفرة من لايرتس. غفر لايرتس لهاملت ومات.

ثم تسمع اصوات صدى وطلقات عسكرية في القاعة. يأتي أوزروك ليعلن أن فورنتبراس جاء من طريق عزوه لبولندا . يخبر هاملت صديقه هوراشيو مرة أخرى انه يحتضر ويطلب من هوراشيو ألا ينتحر بعد موته بل البقاء على قيد الحياة ورواية قصته كاملة  ثم يعلن هاملت امنيته بان يصبح فونتبراس ملكة على الدنمارك ثم يموت.

يتقدم فورنتباس القاعة برفقة السفراء الانجليز الذي اعلنا مقتل روزنكرانتس وغلدينستيرن . هوراشيو قال أنه سيقص جميع تغاصيل القصة التي أدت إلى هذه النهاية المروعة. يأمر فونتبراس الجنود أن يحملوا هاملت كجندي.